* الخرطوم - نيويورك -العواصم - الوكالات:
أعلنت الأمم المتحدة عن الترتيب لمحادثات سلام جديدة بشأن الوضع في دارفور وذلك بعد انهيار مفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين في وقت سابق الشهر الجاري فيما واصلت فيه دول غربية ضغوطاً لانزال عقوبات بالحكومة السودانية بسبب الوضع في اقليم دارفور، غير ان حكومة الخرطوم مضت قدماً في محاكمة عناصر مليشيات متهمة بارتكاب فظائع في الاقليم، كما واصلت جهود الاغاثة مشيرة الى ان المجتمع الدولي أوفى فقط بـ20 بالمائة من تعهداته في الجانب الانساني.
فقد واصلت محكمة مدينة نيالا الخاصة رقم واحد بولاية جنوب دارفور السودانية الجمعة سماع اقوال شهود الاثبات فى قضية نهب مسلح جرت بطريق الضعين (نيالا) المتهم فيها تسعة من عناصر ميليشيات الجنجويد.
ومن المقرر أن تفصل المحكمة قريبا فى قضية حرق قرية قلدي جنوب نيالا المتهم فيها ثمانية من عناصر ميليشيات الجنجويد والبشمرجة فى إطار ادانتهم بجرائم الحرابة والتعدي والنهب المسلح، وصرح عبد الرحمن يعقوب إبراهيم رئيس الجهاز القضائي بولاية جنوب دارفور بأنه حتى الأسبوع الماضي أصدرت المحكمة 200 حكم قضائي ضد عناصر الميليشات المسلحة تضمنت عقوبات بالاعدام وقطع الأطراف من خلاف والغرامة والسجن.. مؤكدا أن القضاء لا يهتم بجهة أو قبيلة أو أية من المصطلحات الشائعة وسط الميليشيات المسلحة وإنما يقوم بتنفيذ الأحكام ضد كل من يثبت تورطه فى أية جريمة واطلاق سراح الأبرياء منهم.
وفيما يتصل بالوضع الانساني على الأرض فقد أعلن يان ايغلاند مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية يوم الجمعة في نيويورك ان الحصيلة الاجمالية للوفيات في دارفور تتراوح بين 30 و50 ألفاً.
وأضاف ايغلاند انه كان ممكنا انقاذ معظم هؤلاء الاشخاص، رغم ان الاعمار بيد الله، وقال ان البندقية لم تعد هي القاتل الاكبر إنما الاسهال، وأكد ان موسم الامطار يشجع على انتشار الامراض والاطفال يموتون بأعداد كبيرة بالامراض المعوية.
وتقول الحكومة السودانية، التي تقوم بالجهد الاكبر في مجال الاغاثة، ان المجتمع الدولي لم يف الا بـ20 بالمائة من التعهدات التي أعلنها.
وعلى صعيد جهود التسوية قال متحدث باسم الأمم المتحدة يوم الجمعة إن جماعات متمردة رئيسية في أزمة إقليم دارفور قد وافقت على إجراء محادثات سياسية جوهرية مع الحكومة في الخرطوم.
وقال فريد ايكهارد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك إن جيش تحرير السودان وحركة العدالة والمساواة اجتمعا في جنيف مع وفد من الأمم المتحدة برئاسة محمد سحنون المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في أفريقيا.وقال ايكهارد إن الجماعات المتمردة وسحنون علاوة على الحكومة السودانية ستبحث مكان وموعد المحادثات.
وكانت محادثات بين الحكومة والمتمردين جرت الشهر الحالي في أديس أبابا بيد أنها سرعان ما انهارت عندما أصر المتمردون على وضع شروط مسبقة للمفاوضات السياسية.
وفي نيويورك اجتمعت مجموعة من الخبراء القانونيين في مجلس الامن الدولي لمحاولة استكمال مشروع قرار يطلب إلى المجلس فرض حظر على الأسلحة وحظر السفر على الجنجويد ما لم يتم إسدال الستار على الأزمة الانسانية في دارفور.
وقد هددت الولايات المتحدة بتمديد هذه الاجراءات لتشمل الحكومة في الخرطوم ما لم تتخذ خطوات من جانبها لنزع أسلحة الجنجاويد وتوفير الحماية للمدنيين الذين شردتهم الحرب.
إلى ذلك أعلن قائد الجيش البريطاني الجنرال سير مايكل جاكسون يوم الجمعة استعداد بلاده لارسال خمسة آلاف رجل الى دارفور إذا ما طلبت الخرطوم ذلك، غير ان الخرطوم أعلنت مراراً انها قادرة على السيطرة على الاوضاع في المنطقة طالبة من الدول الغربية، خصوصا، امهالها لتنفيذ الاتفاق المعقود بين الحكومة السودانية والأمم المتحدة ومدته ثلاثة أشهر.
وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية (الكي دورسي) ان وزير الخارجية الفرنسي ميشال بارنييه سيقوم الأسبوع المقبل بجولة في افريقيا لبحث الأزمة في دارفور مع ثلاثة رؤساء دول، وتشمل الجولة اقليم دارفور، لتأكيد دعم فرنسا للاتحاد الافريقي الذي أطلق وساطة بين الاطراف الموجودين في دارفور.
|