* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة :
تمثلت غطرسة الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين في مشهدين دمويين ،
الضحية : طفلةٌ ذات أربعة أعوام ، وشاب في مقتبل العمر.
المكان : المخيمات الفلسطينية.
المشهد الأول : جنود الاحتلال الإسرائيلي قاموا بإطلاق الرصاص على جسد الشاب الفلسطيني ، ياسر خليل الطنطاوي (21 عاماً) ، من مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس بالضفة الغربية ، بعد إصابته إصابة مباشرة في الفخذ ، أدت إلى وقوعه على الأرض ، ليصعد أحد الجنود الصهاينة فوق الجيب العسكري مستخدماً مسدسه الشخصي مطلقاً ، وبدم بارد وأمام مرأى من شهود العيان ، خمس رصاصات اثنتان منها في الرأس واثنتان في الصدر وأخرى في يده اليمنى.
المشهد الثاني : أطلق جنود شارون رصاصهم الكثيف والعشوائي على مخيم رفح جنوب قطاع غزة ، لتسقط الطفلة سمر فوجو ذات الأربعة أعوام ، بعد أن أصيبت في رأسها بعيار متفجر ، كانت تلهو مع قريناتها أمام منزل عائلتها ، كن يبنين بيوتا رملية ، وفجأة انهمر الرصاص وغابت الطفلة سمر عن الوجود..
هذا وقد اتهمت اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين شرق مدينة نابلس ، قوات الاحتلال الصهيوني بتصفية الشاب ياسر الطنطاوي بدم بارد وقتله بصورة بشعة ، مستغلين عدم وجود صحافيين في المكان..
وقال بيان للجنة الشعبية ، تلقت الجزيرة نسخة منه : إنه ضمن سياسة الإجرام التي ينتهجها جيش الاحتلال الصهيوني وممارسته للقمع والإرهاب والتنكيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده ، أقدم هذا الجيش الغاشم على ارتكاب جريمة نكراء تضاف إلى سجله الحافل بالجرائم ضد الإنسانية مساء السبت الموافق17-7-2004م ، متمثلة بتصفية أحد أبناء هذا المخيم الصامد.
وأشار البيان إلى أن الجنود قاموا بإطلاق الرصاص على جسد الطنطاوي بعد إصابته إصابة مباشرة في الفخذ أدت إلى وقوعه على الأرض ليصعد أحد الجنود فوق الجيب العسكري ، مستخدماً مسدسه الشخصي مطلقاً خمس رصاصات اثنتان منها في الرأس واثنتان في الصدر وأخرى في يده اليمنى ، وبكل دم بارد وأمام مرأى من شهود العيان. وأضاف البيان أن الصهاينة بعد أن ارتكبوا جريمتهم ، عمدوا إلى منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان لتقديم الإسعاف اللازم ، دون أي اعتبار إنساني أو أخلاقي وبكل عنجهية وغطرسة ، ما أدى إلى استشهاده على الفور حسب ما أفادت المصادر الطبية في مستشفى رفيدا الحكومي. يذكر أن الشهيد ياسر الطنطاوي هو شقيق الشهيد محمود الطنطاوي الذي استشهد خلال الاجتياح الثاني لمخيم بلاطة قبل عدة شهور. وكان أحمد دوقان ، رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة أكد لمراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال الصهيوني قتلت بدم بارد أكثر من (97 فلسطينيا) في مخيم بلاطة المكتظ باللاجئين الفلسطينيين ، المقدر عددهم ب (21 ألف نسمة) ، هذا المخيم هو الأول الذي أقيم في الضفة الغربية عام 1952 ، شرق مدينة نابلس على مساحة (250 دونما) لاستقبال المهجرين الفلسطينيين الذين رحلوا عن بيوتهم عام 1948م.. ويشير دوقان إلى أن اللجنة الشعبية الفلسطينية في المخيم تعكف الآن على إقامة جدار إسمنتي في المنطقة الجنوبية من المخيم لحماية أهالي المخيم من رصاص الإسرائيليين ، الذي حصد بشكل عارض أرواح عشرة من أبناء المخيم منذ مطلع هذا العام.
الطفلة سمر فوجو حملت معها في قبرها دميتها العروسة ، وبالعودة إلى تفاصيل المشهد الدموي الثاني في مخيم رفح ، حيث قتل السفاحون الصهاينة الطفلة سمر فوجو ذات الأربعة أعوام ، تقول أم محمد (42 عاما) ، والدة الطفلة سمر للجزيرة : كانت طفلتي البريئة تلهو أمام منزلنا الكائن في منطقة رفح الغربية ، منزلنا يبعد (2 كيلو متر) عن أقرب نقطة عسكرية صهيونية ، لكن استخدام الأسلحة المحذورة دوليا وضع حدا لحياة طفلتي التي حملت معها في قبرها دميتها العروسة ، مشيرة إلى أن طفلتها الأخرى التي تدعى ، علا (13 عاما) نجت من موت محقق ، لقد أصيبت بعيار ناري في ساقها بينما كانت تجلس أمام منزلنا.
وقالت أم الطفلة المكلومة بعين منكسرة : لا نعلم أين نذهب ، ففي كل مكان نتعرض لرصاص الصهاينة العشوائي الذي يحصد المزيد من أرواح الأبرياء ،
وأمام منزل عائلة الطفلة الشهيدة سمر فوجو ، وقفت الطفلة دعاء صديقة الطفلة الشهيدة ، وقالت للجزيرة : كنا نلعب دوما أنا وسمر أمام هذا المنزل ، كنا نبني هنا بيوتا رملية ، بعد خلط الرمل بالماء ، نبنيها ونهدمها ، وأشارت ببنانها الصغير ، إلى المكان الذي سقطت فيه صديقتها الشهيدة سمر على الأرض مدرجة بدمائها قبل أن تلفظ أنفاسها صباح يوم الاثنين الماضي ، الموافق 19-7-2004م ، وقد كفكفت الطفلة دعاء دموعها ، ثم قالت : لا نعلم من سيكون الشهيد القادم في مخيمنا ، لكنني حتما لن أنسى صديقتي سمر التي ذهبت إلى المقبرة.
|