Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

تغريب ملابس البنات... بلوزه وتنوره!! تغريب ملابس البنات... بلوزه وتنوره!!
محمد أبو حمرا

عندما تذهب المرأة إلى محلات بيع الملابس النسائية لتختار ملابس لبنات صغيرات، أو حتى نساء قد تجعدت خدودهن وانكمشت قدودهن، فلن تجد المرأة المحافظة حقاً ما تريد، لأن المصمم والمستورد لا يبيع إلا ملابس على (الموضة) أي ملابس خالية من الحشمة تماماً، ولا نغضب أو نتغاضب، فهذا هو الواقع الذي نراه ونشاهده في المحلات، وكثيراً من الأسر المحافظة على مظهر بناتها الصغيرات تجد الحرج والمعاناة لكي تحصل على ما يناسب الحشمة والأدب الإسلامي الذي قامت عليه أخلاقيات هذه البلاد، لذلك يلجأ النساء اللائي يحافظن على بناتهن إلى تفصيل الملابس للبنات من العشرين سنة فما دون، لسبب بسيط وهو أنها لن تجد ما تشتريه إلا شبه عارٍ، فالأذرع والسيقان والأكتاف لم تعد تجد ملابس تسترها، ولولا بقية باقية ممّا نسميه العباءة لكان مظهر البنات مشابهاً لما نراه في الشاشات للأسف، وأيضاً فإن العباءة لحقها القص واللزق حتى أصبحت مخصّرة أو مقصّرة أو حتى ملاصقة للجسم، ثم جاء نوع جديد من العباءات وهو الشفاف الذي يصف البشرة دون حجاب أو ساتر.
طبعاً نحن لا نقول إنه يجب على النساء لبس ما نقتنع به نحن كمسلمين محافظين، فكلٌّ حسابه على الله، لكن نقول: نحن مجتمع نشأ (وسوف يظل) محافظاً فلا تخدش ثوابت المحافظة الشرعية بما يروّج له أصحاب المحلات التجارية مما يتابع الموضة الغربية، ولا نريد أيضا تغريب أخلاقيات البنات المراهقات حتى يتشربن تلك العادات ثم تنفلت أخلاقيات الحشمة التي عرفت عنا.
ولعل المتتبع والمدقق فيما يعرض على الكفترينات التجارية سيرى العجب العجاب، وسوف يظن أنه في أحد أسواق باريس الشهيرة بعريها.
فما الذي حدث لنا بهذه السرعة؟ وما الذي قلب أغلب المفاهيم للنساء اللائي كن يوماً ما من أشد المحافظات على خلقهن ودينهن حتى يروجن لتلك الملابس؟ قد يقول قائل (وله الحق): إن أغلبهن تشتريها لبيتها فقط، أي أمام زوجها ومحارمها.
ونقول: المسألة مسألة أكبر من تلك وهي: هل يقصد عباقرة الملابس النسائية إخراج النساء قليلاً قليلاً من ملابسهن المحتشمة إلى ملابس غربية تنافي الدين والمجتمع والأخلاق الفاضلة؟ أم أنها موضة عالمية وأسواق تنتج لمن أراد أن يشتري سواء أكان هنا أو هناك؟
شيء مؤلم أن تذهب المرأة للسوق لشراء ملابس لبناتها فلا تجد إلا ما شبه ملابس ديانا وماريا وغيرهن من صاحبات السيقان والأفخاذ المسلوقة، ولا تجد ملابس محتشمة نشأت عليها بنتها وتعودت على ارتدائها، فكيف الحل؟!!
لعل الحل هو في أن يتدارك أحد أصحاب المصانع المحلية للملابس النسائية الوضع ويقوم بتصميم ملابس تناسب الحشمة والأدب، وسوف يخسر طبعاً لمدة ليست قليلة، لكن مع انتشارها سوف يربح ملايين الريالات، لأن النساء جُبلن على التقليد، فالتقليد هنا مرغوب أيضاً، وسوف تكون العودة سريعاً منهن.

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved