Saturday 24th July,200411622العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

26-10-1391هـ الموافق 14-12-1971م العدد 371 26-10-1391هـ الموافق 14-12-1971م العدد 371
ولي كلمة

الأدب روح الحياة ومداد الوجود والشهد الذي حين يتذوقه المرء تنهزم المرارة على صعيد هذا الكون منكسة أعلامها.. يغازلنا ونغازله فيرق حسنا فنذوب بظرفه.. ويتجمل عيشنا حيث يقطر حسنا.. وهكذا نهيم بالأخيلة البديعة ونطرب للبلاغة المؤثرة فنبصر الحقائق من خلال الخيال لنزهو به وعليه نعول وبواسطته تشع أنوار الحضارة المعنوية والمادية بنعمة التفكير التي خص بها الله الإنسان الذي تأمل وعمل حتى أحال الأساطير إلى واقع والحلم إلى حقيقة وجعل المستحيل ممكناً.. غزا الفضاء وزرع القلوب.. هذب وطور فأحرز التفوق على سائر المخلوقات.
قالوا: إن الأدب ظرف وحسن تناول.. ومعرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.. وأنه خطة المحامد وسنة الفضيلة والاستقامة.. وكذلك مجموعة المعارف البشرية وهو أخيراً يستمد من الحياة ليدفع الحياة ويوجهها - كما يقول عز الدين إسماعيل - لأنه مادة أساسية فيها وصورة مضيئة.. وبهذا ينتفي ما زعمه (برونتيير) الذي حاول إخضاع الأدب لنظرية النشوء والارتقاء عند (دارون) وأنه ثمرة تطور مستمر متناسياً الفرق بين الكائنات العضوية والمعنوية أو ما دعا إليه أصحاب مذهب (الفن للفن) وأن لا غاية له سوى إرضاء حاسة الجمال في الإنسان.. هذا هراء رغم ما لهذه الحاسة من أهمية.. لأن الجدوى غير فعالة.. والمدى في هذه الحالة محدود والنظرة قاصرة.. فالفن والأدب والعلم وغيرهم من أجل الحياة، لقد قيل في هذا الكثير وصنف العديد والحيز لا يحتمل الاستطراد وربما نعود إليه في المستقبل.
المهم هذه الصفحة محاولة لكسب الرضا ودعوة إلى التعاون وتبادل الآراء وطرح وجهات النظر والبحث والاستقصاء..
وتأكدوا أننا سنجد بقدر طاقاتنا واستطاعتنا في إيجاد مادة تهدف إلى خدمة الإنسان أنى كان.. متمثلة بالأعمال الفكرية العالمية والعربية والمحلية.. وذلك بإلقاء الأضواء على بعض الخالد منها سواء من تراثنا أو غيره مستطلعين ما يقوله ذوو الرأي والخبرة والاختصاص فيها.. بالإضافة إلى ما يعالجه هؤلاء من قضايا الفكر ومشكلات الأدب.. وما يبتكرونه لنستفيد منها ونلتذ لها ونتغذى بدسمها لما في هذا من عطاء وبناء.
ختاماً لا يسعني إلا أن أرحب بنتاجكم أعزائي القراء، واقتراحاتكم ونقدكم لأننا من دونكم نجمد وبكم نتحرك ونتحسن.. والله ولي التوفيق.

المحرر
عبدالله محمد الشهيل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved