في مثل هذا اليوم من عام 1974 أصدرت المحكمة الأمريكية العليا قراراً يقضي بأن يقوم الرئيس نيكسون بتسليم شرائط التسجيل التي تجسس فيها على خصومه السياسيين فيما عرف باسم فضيحة ووترجيت إلى المدعي الخاص بالقضية ليون جاورسكي.
وتتلخص فضيحة ووترجيت في قيام نيكسون باستخدام الاستخبارات وعناصر أمنية أخرى من أجل التجسس على الحزب الديموقراطي للانتصار عليه في الانتخابات.
اعتبرت حياة ريتشارد نيكسون مادة خصبة للكثير من الكتب بسبب فضائحه الكثيرة، وأشهرها فضيحة (ووترجيت) التي أطاحت به وأجبرته على الاستقالة من منصبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.
كتب كثيرة ألفت عن عهد نيكسون الرئاسي، ولكنه سرد مذكراته في مجلدين بعنوان (مذكرات ريتشارد نيكسون) تناولت القضايا الخارجية، وتحدثت باختصار ومرارة عن فضيحة (ووترجيت) وحاول تبرير ما حدث باعتبار أنه كان ضحية لمؤامرة سياسية.
يقول المحللون إن نيكسون قضى حياته منذ خروجه من البيت الأبيض بفضيحة حتى وفاته عام 1994 وهو يحاول إعادة ترميم صورته ليذكر في كتب التاريخ كرجل دولة عظيم، ومن أجل تحقيق ذلك، كتب حوالي تسعة كتب تتضمن أفكاره حول الرئاسة ومهنة رجل الدولة ويعتبر كتابه (ما بعد السلام)، آخر كتبه وضمنه رؤيته لوضع السياسة الأمريكية في تسعينات القرن الماضي وحاجة الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الجيوسياسية بعد انهيار الكتلة الشيوعية، أما كتابه التاسع (انتهزوا الفرصة) فقد ألفه بعد حرب الخليج الثانية وأثناء مرحلة سقوط الاتحاد السوفييتي، ويهدف من ورائه تسجيل موقف سياسي يوضح بقوة أهمية اغتنام فرصة سقوط الشيوعية وتربع أمريكا وحيدة على عرش العالم ومحاولة إيجاد آلية للهيمنة المستمرة، وشدد على أهمية استمرار التفوق العسكري وعدم الاكتفاء بالتأثير الاقتصادي.
وحازت مذكرات ريتشارد نيكسون الكثير من التحليل الأكاديمي ووصفت بأنها مطولة وبأنها أفضل سيرة ذاتية تخدم صاحبها لأنه بكل بساطة كان يتعين على نيكسون تبرير وتفسير أمور كثيرة.
|