أسبابه، العلاج، وطرق الوقاية منه
الجرب مرض طفيلي معد ينتقل من شخص إلى آخر بالملامسة الطويلة أو بالاتصال الجنسي. كما أنه قد ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات المصابة، وتكثر الإصابات بالجرب في المجتمعات الفقيرة والمزدحمة بالسكان وبين طلاب المدارس والتجمعات البشرية المزدحمة، وقد تبلغ مبلغ الوباء. وهنا أيضاً يجب التذكير بأن أنظف الناس قد يصابون بالجرب نتيجة العدوى كما هي الحالة في مرض القمل أو أية أمراض معدية أخرى.
الأعراض:
1- إن أهم أعراض الجرب هو الحكة الشديدة خاصة خلال الليل مما يسبب قلة النوم والأرق.
2- ظهور حبوب حاكة متعددة الأشكال على معظم الجلد.
3- ظهور بثور حمراء وخطوط متموجة حمراء أو رمادية اللون بين الأصابع (الأنفاق) وعلى الرسغ والمرفق والقضيب والإبط والحلمة وحول السرة وهي تعبر عن مسير طفيلي الجرب.
4- وجود الأعراض الآنفة الذكر في بعض أفراد الأسرة أو أفراد مجموعة في مسكن واحد.
5- التهابات جرثومية ثانوية نتيجة الحكة الشديدة.
6- يصيب الجرب الذكور والإناث على حد سواء، وقد يصيب الإنسان في أي عمر. وعند الأطفال تظهر البثور على الجذع وبطن الكف والقدم.
العلاج:
علاج الجرب سهل متى تم تشخيصه وهو يشمل الآتي:
1- دهن الجلد الناشف بعد الاستحمام، من الرقبة حتى أخمص القدمين، بمرهم أو سائل يحتوي على مادة الليندين (LINDANE) أو مادة البرمثرين (PERMETHRIN) أو مادة الكبريت (SULFUR). ويراعى دهن الجلد بكامله وليس في المناطق المصابة وحدها. ويجب إبقاء المرهم أو السائل على الجلد مدة يحددها الطبيب عادة بحسب شدة الإصابة وعمر المريض.
2- علاج الالتهابات الجرثومية بالمراهم الموضعية أو المضادات الحيوية عن طريق الفم.
3- علاج جميع أفراد الأسرة وإن لم تظهر عليهم أعراض المرض وهذه نقطة أساسية في العلاج وعادة ما يمتنع العديد من أفراد الأسرة غير المصابين بالعلاج ظناً منهم أن العدوى لم تلحق بهم بعد، والحقيقة أن الفكرة الرئيسية في علاج جميع أفراد العائلة أن الإصابة بالجرب وظهور الأعراض والحكة تحتاج إلى فترة حضانة قد تمتد إلى أربعة أسابيع وهذا يعني أن الإصابة إن لحقت بأحد أفراد الأسرة اليوم فهي قد تحتاج إلى الظهور إلى 2 أو 3 أسابيع وبالتالي ستدخل العائلة في حلقة من تطبيق العلاج المتكرر وعودة المرض ثانية.
4- تغيير البياضات وغسل وكوي الملابس الداخلية أمر ضروري لمنع تكرار الإصابة.
5- إن أعراض الحكة وبعض البثور قد تبقى بضعة أسابيع بعد العلاج، ولو بشكل أقل حدة، مما يستلزم تناول مضادات الهيستامين عن طريق الفم واستخدام مراهم موضعية يصفها الطبيب المختص.
6- عند إصابة الحامل أو الطفل دون السنتين بالجرب تجدر استشارة الطبيب لوصف العلاج المخصص والأكثر أمناً لهم.
قد يشكو بعض المرضى من الاستمرار في الحكة الجلدية لعدة أيام مع العلاج والسبب في ذلك:
1- تهيج الجلد الناتج عن العلاجات نفسها.
2- عدوى جديدة بالجرب خاصة في حالة عدم تطبيق العلاج من قبل كافة أفراد العائلة.
3- الخوف من الجرب (PHOBIA) وهذا ما نراه عند بعض المرضى حيث يصبح لديهم نوع من الوسواس والخوف من أنهم قد يصابون بالجرب ثانية.
لا ريب أن العناية الصحية الشخصية والارتقاء بمستوى عال من النظافة سواء كانت على مستوى الأفراد أو المجتمع والمؤسسات الصحية المنظمة لذلك دوراً أساسياً وفعالاً في السيطرة على هذا النوع من الأمراض وهناك نقطة مهمة أود إبرازها وهي المسارعة في الاستشارة الطبية ولو كان هناك أدنى شك في الإصابة بالجرب فالإصابة بالمرض ليست عيباً وليست حكراً على مجموعة من الناس لكن العيب كل العيب هو أن نكون مرضى ونتسبب في انتشار المرض دون مراجعة الطبيب ظناً منا أن هذا قد يتسبب في إحراجنا ووقانا الله وإياكم شر هذه الأمراض .
د. محمد غياث التركماني
عيادات ديرما - الرياض
|