يعتبر الجلد عنصر التماس الأول مع العالم الخارجي بكل ما فيه.. ولم لا فهو أشبه ما يكون بمرآة الجسم التي تنعكس عليها أساريره وما يختلج بداخل الإنسان من مشاعر وأحاسيس.
ولهذه الأسباب كان الاهتمام المستمر على مدى العصور بمظهر الجلد وجماله، فنقاء البشرة وجمالها ينعكس على نفسية الإنسان وعلى حياته بشكل عام.
والجلد أيضاً هو خط الدفاع الأول الذي يعمل كحاجز يحمي الجسم من الأذى الخارجي والعوامل المؤذية المحيطة بالإنسان.
كما يساعد في التنظيم الحراري للجسم ويحافظ على السوائل ويمنع الجفاف، ويحمي الجسم من غزو العناصر الممرضة الخارجية كالجراثيم والطفيليات وغيرها.
ويساعد في تزويد الجسم بالفيتامين (د) عن طريق تصنيعه من مادة الكولسترول تحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية.
إن وجود مادة الميلانين في الجلد تحميه من التأثير الضار للأشعة فوق البنفسجية عن طريق ازدياد اسمرار الجلد بعد التعرض للشمس.
كما إن احتواء الجلد على مجموعة هائلة من العناصر الحسية والتي تعمل على استدراك المحسسات الخارجية المختلفة من حرارة وبرودة، والإحساس بالألم، كل ذلك يساعد على حماية الجسم من الأذيات المختلفة.
ولا تنس الدور الجمالي للجلد وانعكاسه على مشاعر الإنسان ونشاطات حياته المختلفة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن للتوتر والانفعالات النفسية أن تؤثر على الجلد عند مرض البهاق ؟
الإجابة على هذا السؤال تنطلق من اعتبارات مختلفة منها إن منشأ الجلد والجهاز العصبي في المرحلة الجنينية يعود إلى أصل واحد وهذا هو أحد الأسباب التي تدل على تأثر الجلد بالانفعالات النفسية والعواطف بشكل سلبي أو إيجابي.
د.عبد العزيز النوشان
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد |