Saturday 24th July,200411622العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

الحقيقة الحقيقة
الأندية هزمت الأخضر
سعود عبدالعزيز

ظهر منتخبنا الوطني لكرة القدم بمستوى فني متواضع في بطولة آسيا الحالية فتعادل في اللقاء الأول وخسر المباراة الثانية لتضعف حظوظه في تخطي الدور التمهيدي من المسابقة بعد ان دخل في حسابات معقدة يصعب التعاطي معها أو إيجاد حل لها، فهو يحتاج للفوز على العراق بعد غد الاثنين مع ضرورة فوز اوزبكستان أو تعادلها مع تركمستان على أقل تقدير لكي يحتل الأخضر المرتبة الثانية ويصل للدور ربع النهائي.
الظروف الفنية الصعبة التي يعيشها الاخضر هذه الايام ساهمت الاندية فيها أولاً وبالتحديد فرق الاتحاد والاهلي والهلال بالاضافة إلى الاتحاد العربي لكرة القدم الذي قدم امينه العام عثمان السعد برنامجاً كروياً مزدحماً لمسابقته الكروية انهكت الاندية الثلاثة التي شاركت في دوري ابطال العرب والتي تزدحم صفوفها بالنجوم الدولية.
لقد حذر الجهاز الاداري بقيادة سمو المشرف العام الأمير تركي بن خالد والمدرب الهولندي وليم فاندرليم من ان الكرة السعودية ستكون الخاسرة الوحيدة في ظل كثرة المشاركات وتعدد المباريات وان خوض اللاعب الدولي لمباريات تفوق طاقته البشرية ستجعله عرضة للارهاق والاصابة وبالتالي لن يستفاد منه في اللقاءات الدولية لحظة استدعائه، وهو ما حدث بالفعل، فقد تفشت الإصابات في صفوف الاخضر وتعرض أكثر نجومه تأثيراً للإرهاق فقرروا الانسحاب الواحد تلو الآخر حتى اضطر فاندرليم للاستعانة بالعناصر البديلة التي لم تتمكن من أخذ فرصتها كاملة بعد ان نالت انتقادات واسعة بعد المواجهة الاولى أمام تركمستان والتي انتهت بالتعادل الايجابي، واليوم وبعد ان تكالبت الظروف على منتخبنا وضاقت فرص بلوغ دور الثمانية فان الامل يحدو الجميع بضرورة اعادة هيكلة المشاركات الخارجية واصدار قرار آخر يلغي القرار السابق بمنح كل فريق مشاركة واحدة فقط ولا يسمح بزيادتها مهما كانت الظروف مع ضرورة ارجاء بعض المشاركات الخارجية لاعوام اخرى مثل كأس السوبر السعودي المصري الذي يمكن تأجيله لعام آخر، كما يجب الاتفاق مع منظمي بطولة دوري أبطال العرب على تعديل برنامج المسابقة بتقليصها أو اختصارها إلى ابعد درجة لتلعب بنظام خروج المغلوب، او توقفها لموسم واحد نظراً للارتباطات الهامة للمنتخبات العربية.
ان تواضع عطاء المنتخب في بطولة آسيا الحالية يعود لضعف الإعداد حيث لم يجد الجهاز الفني الوقت الكافي لذلك نظراً لكثرة ارتباطات اللاعبين الدوليين مع أنديتهم وهو ما يجب العمل على تقليصه من الان لايجاد مساحة من الوقت للمدرب الحالي او القادم للاشراف على اللاعبين وتدريبهم لنقل افكاره الكروية، اما إذا اغمضنا الاعين عن الاخطاء التي وقعنا فيها وقررنا الاستمرار في السياسة الحالية والمشاركة في جميع المسابقات الخارجية فان وضع الاخضر سيكون خطرا وسيزداد صعوبة وقد يجد نفسه خارج مونديال 2006م.
فهل نتدارك الاخطاء التي وقعنا فيها وحذر منها الأمير تركي بن خالد وفاندرليم منذ زمن بعيد ام تبقى كلمة الاندية هي الأقوى!!!
صفقة القرن
أحاطت إدارة الهلال صفقتها الأخيرة بضم المدافع الدولي السابق نجم الرياض إبراهيم المفرج بالكثير من السرية ووضعت سوراً عالياً لم يتمكن أحد من القفز عليه للكشف عن الصفقة التاريخية التي تستحق لقب صفقة القرن نظراً لحجم المفاجئة التي قدمت للصحافة ووسائل الاعلام المختلفة التي تم توجيه الدعوة لها قبل دقائق معدودة لتقديم المفرج لجماهير الهلال ومشاهدته وهو يوقع استمارة انضمامه للازرق.
لقد عودتنا إدارة الهلال السابقة وحتى الحالية أن مفاوضتها مع اللاعبين والمدربين تتم امام الملأ والجميع يعلم بها فليس هناك سرية في مثل هذه الأمور الطبيعية في ضم لاعبين جدد أو الاستغناء عن آخرين، ففي عصر الاحتراف مثل هذا الاجراء حق مشروع لكل الاندية وليس لفريق دون سواه.
والمفاوضات الهلالية مكشوفة للصحافة لان الزعيم نادٍ مفتوح ولهذا تجد الإعلام يعلم بها قبل الكثير من الإداريين العاملين داخل النادي، لكن المنهجية الهلالية اختلفت تماماً مع صفقة القرن التي انتهت بضم إبراهيم المفرج والتي تمت بعيدا عن فضول الصحافة أو (لقافة) بعض المراسلين كما يرددها الإداري الشهير!!
إن السرية الشديدة والتكتم المبالغ فيه الذي مارسته إدارة الهلال في إتمام صفقة القرن يعود إلى أمرين هامين من منظور شخصي:
الأول: أن ادارة الهلال والخبراء الفنيين القريبين منها اقتنعوا بعد مشاهدتهم للمباريات التي لعبها إبراهيم المفرج مع فريقه السابق الرياض انه افضل من الناحية المهارية والتكنيكية من الدولي المغربي نور الدين النيبت التي قيل ان الهلال ينوي ضمه لقيادة خط الظهر الذي (نكب) الزعيم وجعله يتعرض لهزيمتين وبالخمسة امام الشارقة خارجياً والاهلي محلياً.
أما الأمر الثاني وهو الأقرب للواقع فإن ادارة الهلال نفذت (حركة) ذكية يصعب فهمها في الوقت الراهن، فالمدافع فهد المفرج وهو من أفضل اللاعبين خلقاً وموهبة يتعرض مع كل نهاية مباراة يشارك فيها لهجوم إعلامي وجماهيري واسع ولهذا تم ضم شقيقه إبراهيم للتخفيف من حدة الهجوم الذي يناله، ويبتعد عن الاضواء قليلاً ليتم اعادة تأهيله لقيادة الدفاع الهلالي من جديد بعد أن شارف أكثر من لاعب على الرحيل.
لكن من المؤكد انك لا تستطيع الحكم على الصفقة بالسلب أو الايجاب حتى نشاهد إبراهيم المفرج وهو يخوض عدداً من المباريات مع ناديه الذي انضم إليه وحينها يمكن القول ان إبراهيم هو المدافع الذي يبحث عنه الهلال لقيادته وتنظيم ألعابه التي عمت الفوضى فيها منذ رحيل عبدالرحمن بشير أفضل مدافع عرفه الزعيم عبر تاريخه الطويل، ومن باب الانصاف فإن المفرج كان من افضل المواهب الكروية التي قدمتها الملاعب السعودية قبل عشر سنوات أو أكثر عندما قاد دفاع الرياض للفوز بكأس ولي العهد وظهر بصورة رائعة في النهائي الكبير الذي جمع الهلال بالرياض عام 1415هـ واستطاع بفضل امكانياته الفنية الضخمة وهدوئه داخل منطقة الجزاء وقدرته الفائقة على استخلاص الكرات بأسلوب المدافعين الكبار من (تقزيم) هجوم الهلال الذي تواجد فيه أحمد بهجا، سامي الجابر، يوسف الثنيان، لينضم بعدها لصفوف الاخضر لكن الاصابات المتلاحقة اضرت به وجعلته يبتعد عن الملاعب لفترات طويلة ليخسر الرياض والمنتخب واحداً من افضل المواطنين الذي يصنف ضمن قائمة النجوم الكبار الذين يتمتعون بكل المزايا المطلوبة منهم وابرزها الشخصية القيادية والقوية!!
المدرب الوطني وكبسة العزوبية
من أبرز العيوب التي فشل المدرب الوطني من التخلص منها ضعف الشخصية التي تلازمه حتى نهاية مشواره المهني فهو يخاف من اللاعب النجم والجماهيري ويسمح بالتدخلات في عمله؛ فتجده لا يمانع من ان يتدخل الاداري واللاعب والطبيب والمشجع وعامل الملابس ويحدد القائمة الاساسية والاحتياطية التي سيخوض بها المباراة سواء هامة أو حاسمة او غير ذلك، وهذا العيب الفني في المدرب الوطني هو الذي قلل حظوظه في منحه الثقة ليكون مدرباً للفرق الكبرى وللمنتخبات، وان حضر وتم تكليفه فإنها تأتي بصورة مؤقتة بعدها يتم إبعاده واحضار الجهاز الفني الاجنبي الذي ربما يكون اخونا المدرب الوطني ضمنه أو يتم ابعاده إذا كان العدد زائداً؛ ليستحق لقب مدرب الطوارئ او مدرب الفزعة، ولن يتخلص من هذا اللقب إلا بعد سنوات طويلة، ولا اعتقد ان جيل المدربين الوطنيين سيكون على قيد الحياة فالنظرة الحالية تحتاج ربما إلى 100 عام أو تزيد!!
لقد اعطى المدرب الوطني لادارات الاندية الفرصة كاملة لكي ينظروا إليه بنفس النظرة الحالية، فهو لا يملك القرار الفني رغم ان القوة النظامية تمنحه هذا الحق فترك الحبل على الغارب وسمح لجميع الفئات بالتدخل في عمله لتنطبق عليه (سالفة) كبسة العزوبية (اللي طالعين في بر) فكل واحد منهم (يمر) على (القدر) فهذا يزيد (المويه) والثاني يرمي زيادة قطعة لحم حتى اصبح الماء واللحم أكثر من الرز لتحترق الطبخة في النهاية ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو بدون شك فيه إهدار للمال الخاص!!
إن المدرب الوطني مطالب وبسرعة التخلص من هذا العيب الخطير الذي يهدد مستقبله المهني، اما إذا عجز عن تجاوزه والتغلب عليه فإن النظرة ستبقى على ما هي عليه..!!
محطات ساخنة
** بطولة الصداقة على كأس الأمير عبدالله الفيصل فكرة رائعة وتستحق ان يشارك فيها افضل الأندية الخارجية، لأنها تمثل قمة الوفاء لرائد الحركة الرياضية الأمير عبدالله الفيصل، لكن هناك سؤال يطرح نفسه بقوة واتمنى ان يجيب عليه الأمير محمد العبدالله الفيصل وهو: لماذا اللجنة الإعلامية للبطولة الدولية يسيطر عليها إعلاميو النادي الأهلي!!
** التصريحات الإيجابية والرائعة المتبادلة بين سمو رئيس النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود ومؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد أسعدت عشاق النصر والهلال.
* غداً الأحد لقاء المتعة والاثارة والفن الرفيع الذي يجمع المنتخب البرازيلي بمنافسه العنيد الارجنتيني، فهل يحصل الفريق الأصفر على البطولة للمرة السابعة أم يخفقها الأزرق للمرة الخامسة عشرة!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved