سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة سلَّمه الله
فقد اطلعت على تعقيب للكاتبة الفاضلة الجوهرة آل جهجاه في العدد 11619 والذي جاء إثر تعقيب على تعقيب لمقال للكاتبة نفسها حول التعليم المؤسسي، ومعقباً غير مستطرد أشكر للكاتبة إيضاحها، مثمّناً لها إثراءها الكتابي عبر العزيزة الجزيرة. ولي توضيح على تعقيب الكاتبة وهو أني لست ملماً باللغة العربية كما هي الأستاذة (الأكاديمية بلاغة ولغة) الأمر الذي ربما لم أوفق فيه بتفسير ما رمت إليه، لكن تعقيبي كان لزيادة الإيضاح فقط حول التعليم المؤسسي دون قصد وجود قصور في الرأي.أما تعقيبي فعلى ما ذكرت الكاتبة عن - توفر الحفاظ على الحق النفسي للتلاميذ - في المدارس الخاصة في قولها حول الأخطاء والتجاوزات التي تصدر من بعض المدرسين ضد الطلاب وخصوصاً في المرحلة الابتدائية في المدارس غير المؤسسية، حيث ورد (وللأمانة لا أظن وزارة التربية والتعليم ترضى ذلك ولو علمت به لن تهمل أخذ الحق لصاحبه وتأديب المعتدي...) وتعقيبي هو أن الوزارة لا ترضى من واقع التعامل الهرمي أن يصدر ممن يتبعها إدارة وسلطة لكنها ليست عالمة بكل شيء على أي حال. وإلا بماذا تفسر الكاتبة التعدي على طلاب في سن السابعة أو الثامنة بالضرب المبرح والتنكيل!! ثم مرحلة أخرى أعلى خطورة وهي العنف المدرسي المتبادل بين المدرسين والطلاب فهو يقع واتخاذ القرارات فيه متباين، فتارة يحاسب المعلم وتارة يحاسب الطالب وتارة يتجاوز العنف فيتدخل الأب أو ولي الأمر ليكمل (الناقص) فمن يحاسب هنا؟. هذا التعدي في رأيي هو حصيلة سيناريو من الاجتهادات التربوية من بعض المدرسين حديثي العهد بالتعليم. وبسببهم قد تتحول ساحات التعليم إلى حلبات ملاكمة. القصد أن التهاون يجتر معه الإسراف في الخطأ ومن ثم ركاكة تصنيع القرار وبالتالي الخجل من تنفيذه بحق المربين والمعلمين، وإلا ما الذي يمنع الوزارة من أن تكون صارمة في معاقبة المتعدي؟ ربما الخوف من تناقص الهيبة للمعنيين عن توفر السلامة غير المتوفرة في أروقة المدارس. ولكن ربما يكمن جزء كبير من الحل في أن تعاد صياغة التقانين المفرزة لضوابط من يدرس في المرحلة الابتدائية بحيث يفرز المعلمين قبل فرز استمارات طلبات التدريس الابتدائي فمن ليس كفواً بتدريس الطلاب في هذه المرحلة ليس من الحق أن يكون مكانه هذه المرحلة وليس من الحق أن يتحمل الأبناء إخفاقات مقاييس طلبات النقل والتي تقع في النهاية على رؤوس الأطفال بالضرب والتعدي. أن الأزمة في العنف أزمة إعداد الكادر للتدريس وإلا فالأسر ليست مطالبة بإعداد أبنائها قبل المرحلة الابتدائية لتعلم الدفاع عن النفس!! قد أكون متحاملاً بعض الشيء لكن الاستفزاز الذي يبديه بعض ضعاف النفوس من المعلمين تجاه الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة أمر لا يقبل التهاون، وتمريره بالأعذار والأسف قد يكون استخفافاً بالعملية التربوية التي تبنى على أساس التلقين والتعليم أكثر منه اعتراف بوجود قصور في تركيبة التقنين الذي يسمح لمخرجاته بمثل من يضرب الضرب المبرح باليد والعصا والذي على أثره يتسبب في إيذاء الطلاب وإعاقتهم عن التحصيل العلمي ويدعم بشكل أو بآخر ظاهرة التسرب من المدرسة في سن مبكرة. ربما أصبحت الصور أوضح مما سبق ليس بالقدر الذي يلبس فيه التعليم الحكومي عباءة المغلوب على أمره دائماً.. هذا مفاد ما ذهب إليه التعقيب، مكرراً الشكر للكاتبة سلَّمها الله على إفاضتها المعرفية بتسطيرها التعقيبي بالرأي.ودمتم.
محمد بن سعود الزويد /الرياض |