Saturday 24th July,200411622العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

ما هكذا تورد الإبل ما هكذا تورد الإبل
أي حق هذا الذي حصحصته؟!

لا يزال صاحبي يدور في حلقة مفرغة لمحاولة إثبات ما يراه حقاً، وختمها بالحكم على نفسه بلا محاكمة، وهو ما جاء في عدد 11617 من حبيبة الجميع، وفي أتون عزيزتي الجزيرة، اللهم إنا نعوذ بك من التكلف لما لا نحسن ومن العجب بما نحسن، ونعوذ بك من السلاطة والهذر، فإنه ليعلم المتابع أنني قد حلمت على صاحبي منذ البدء، ذلك انه اقحم نفسه بيني وبين صاحب الزاوية، إذ كنت انتظر منه الرد على نقدي له، فجاء صاحبي حارماً صاحب الرد من أحقية رده، فليته كان له نصيب من اسمه الذي وضعه او وضع له، فيصلاً بين الحق والباطل ليكون منصوراً - بإذن الله - وشاء الله ان يتحول هذا الحلم الى فيوض من الاشفاق عليه، فقد تعمد الاساءة بقصد منه، ويريدني ان احذو حذوه، وقد أمرنا بدفع السيئة بالحسنة، وبقول معروف ومغفرة، فلا أنساق وراءه وقد اشربنا الحكمة مع لبان الأمهات.
كأن صاحبي اطلع الغيب فعلم ما هو مقدر له، فطفق يعتذر الى القراء، وكان من قبل يستحي، فلا أرى حياءً منه بعد ان صدر عنه ما صدر، ولكيلا اظلمه فقد تراجع عن رأيه في شأن الفرق بين كلمتي (كل) و(غير)، وفي شأن القعود، فعليه ألا يتراجع وقد نصب نفسه الد الخصام، وما علم ان النقد يؤخذ بالتي هي أحسن، لعل وعسى يفتح الله على قلب المتناقدين، فتحصل الفائدة، فلا يكون هباءً منثوراً.
إن صاحبي لا يفتأ ولا ينفك عن إصراره على عدم فهم سبب نقدي لصاحب الزاوية، وقد ذكرته به مرات وكرات، فيأتي كاشفاً عن عدم فهمه بلا مواربة، فنقدي خاص بالأسلوب الأمثل الذي ننشده، وليس اي أسلوب، فيعطي هذا الشرط ظهره ليقول: وإن كنت أنا لا أنكر التفريق انكاراً تاماً، لكنني اقول: من خصص (قعد) بالقيام فهو خير، ومن استعملها بمعنى واحد فله ذلك، هذه نتيجة خرج بها بعد ان تجشم عناء البحث ليأتي لنا بمطالعة حاضرة، ثم رفع من قدري وجعلني سيداً ذا قوة اتسلط على آبق تحت يدي لتأديبه، فلا ترع يا صاحبي لا ترع.
والشهادة لله فإن الرجل يحسن النقول، إلا أنه يوظفها في غير محلها، لترتد عليه، فليزم بها نفسه وكان في غنى عن ذلك، مثال ذلك ذكره مقولة الدكتور الطناحي - رحمه الله - حين قال (ماذا يلقى الأكابر من الأصاغر)، وهو يعنيني، وغاب عنه ان الدكتور قالها في حق الذين يحققون ولا يعتنون بخدمة التراث، دليل ذلك انه انتقص ابا فهر محمود محمد شاكر وهو من هو في تحقيقه لبعض الكتب.
وفي دفاعه عن اللغة والإسلام، واتهمني انني اتباهى بمعرفته، هداه الله واصلحه، فلا أدري كيف يجهل احد قدر هذا الأديب الذي وقف في وجه المستشرقين أمثال لويس عوض وغيره، فلعل صاحبي يطلع على كتابه (أباطيل وأسمار) ليعرف شيئاً يسيراً من حق أديبنا العملاق، فما اظن القراء سيغفرون له ذنبه هذا، ونعم اتباهى بمعرفته، والشقي من الشبان من لا يعرفه، ولكي لا يظن ظان انني اقارن نفسي ما يحصل في هذه الجريدة الغراء من النقد بما حصل من اديبنا، فعليه ان يفهم ويقرأ جيداً ليستنبط ويعقل الحديث، لكيلا يعيد قوله (ثم ليعلم - بالمناسبة - ان محمود شاكر هذا الذي يعده عملاقاً...) ما هكذا تورد يا سعد الإبل!! هداك الله واصلحك.
بعد ان افرغ ما عنده اصدر الحكم من تلقاء نفسه غير عابئ برأي القراء وباحترامهم ليقول: (فزال الاشكال، وبانت الحجة أبين من فلق الصبح، وظهر الحق، ولله الحمد) ثقة منقطعة النظير، واعتداد بالنفس لم يسبق لها، ومصيبة عقمت الأيام والليالي عن مثلها، واجترار تحاسبه عليه ضمائر المطلعين ومن له حظ ونصيب من العلم. بعد ذلك انحى على اسلوبي ليقدح فيه سهلاً منه، وكأنني قلت ان اسلوبي هو الامثل في الكتابة، عجيب امر صاحبي، ولا ادري من قال له ذلك حتى اظنه صقيلاً، فما أنا إلا عالة على السالفين، يريد ان أرد عليه زعمه هذا لأنه تناول شخصي الضعيف، لا والله لا أبارزه وهو معافى في ماله وأهله، ولا ارضى ان يشاك بشوكة.
ثم طلب مني ان انقد من ذكرهم، كلا، لم يعرض احد منهم بحسن اسلوبه، ولم يتضجر من كثرة الرسائل التي تفد اليه، ثم أنحى يكذبني في ان صاحب الزاوية قد اطلع على النقد واذن فيه، ولو كان متحرياً للحق لهاتف الجريدة ليعلم صدقي، وأنه امر لم يقض بليل او رابعة نهار، احكام جاهزة يأتي بها قسرة، وكأنه ابن بجدة ما خفي من الأمور، سبحان الله فله في خلقه شؤون وتصنيف.
لقد كنت أود ان استمر بالردود عليه، بيد أني اعتذر الى صاحبي آسفا كأشد ما يكون الأسف، فقد اشترطت عليه من قبل الاخذ بالأسلوب المتزن، وان ينفي دخيلته من الموجدة والضغينة، ولكنه أبى، أما وقد اختبار نهجه، فقد رأيتني أضرب عن هذا كله صفحاً، واطوي عنه كشحاً، فما لي من أرب فيه، على ان السعيد من سلم المسلمون من لسانه ويده، اشكر أخي، كما أشكر الله لبالغ حكمته، ولصاحبي تحية مشفوعة بالود الصادق.

أحمد بن عبدالعزيز المهوس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved