مِثلَ هطْلِ النَدى تنفَّستَ صُبحاً
وضياءً ما مثلهُ من ضياءِ
يا نديّاً كما الرُهام وغيثاً
ينهلُ الخيرَ من عنانِ السَماءِ
وكريماً ما جادَ مِثلكَ جُودٌ
بلْ تجاوزْتَ مكرُماتِ الطائي
صهوةُ المجدِ أسلَمتكَ سَناها
فتجاوزْتَ مَجدَ كلِّ سناءِ
يَجدُ الخيرُ في يديكَ بلاداً
ما لها من مدىً ولا أرْجاءِ
وعلى صَوتِكَ البليغ بيانٌ
يتسامى على هوى البُلغاءِ
يجدُ الجودُ في يديكَ مناراً
مُشرعاً بالعطاءِ والإعطاءِ
ودَّكَ اللهُ في اختبارٍ كريمٍ
كنتَ فيهِ الصَّبورَ رغمَ القضاءِ
مؤْمناً بالقضا صبوراً هصوراً
وأميناً وفارساً للعَطاءِ
وشفاكَ الكريمُ يا طيبَ ذكرٍ
مِنَّة الله آذنتْ بالشِفاء
كنتَ فينا سميرنا يومَ سعدٍ
ورفيقَ اليتيمِ يومَ العزاءِ
حملةُ البِرِّ أسرَجتها الأماني
كانتِ الخيرَ للبعيدِ النائي
والمعاقُ الشقيُّ ما عادَ يشقى
صنتهُ بالوفا ونُبلِ العطاءِ
ومعيلاً وموسِراً ونبيلاً
وجَواداً بمكرماتِ الوفاءِ
دمْ قويّاً بوجهِ كلِّ الرزايا
ما رماكَ الزمانُ بالأرزاءِ
زانكَ اللهُ بالصفاتِ نبيلاً
ومَسيراً على خُطى الأوفياءِ