لقد تغيَّرت مفاهيم الطموح لدى الأجيال الشابة من مجرد الحصول على شهادة جامعية إلى ما هو أفضل من ذلك، فالشاب يسعى وراء مبتغاه في تحسين مستواه العلمي والمادي، في حين بقيت الجامعات ساكنة دون اللحاق بركب الطموح الموجود لدى هذه الأجيال، ومع اقتراب ساعة التقديم شيئاً فشيئاً للدراسات العليا في مختلف الجامعات السعودية، يزداد في نظري إيمان المتقدمين بالمقولة المعروفة (من شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته), وتصل ذروة الإيمان بهذه المقولة بدءاً من رؤية أعداد المتقدمين التي بدت في تزايد مستمر من عام إلى آخر في ظل محدودية الكراسي حيث يشعر المتقدم بما يدغدغ تفكيره وينمي إحساسه في تضاؤل فرصة قبوله، ولكن يقرر أخيراً الخوض في خضم المعركة على كراسي الدراسات الخشبية التي تفتقد لكل معايير الجلسة الصحية, في سبيل طموحاته وآماله اللا محدودة، وفي انتظار فرز أعداد المتقدمين الكثيف الذين تواجدوا منذ الصباح الباكر في قاعات التقديم والبت في إجراءات القبول والتسجيل، ينتقل المتقدم من مرحلة الإيمان بالمقولة الى الترديد وذلك عندما يرتفع صوت الحديث بين الزملاء المتقدمين ويساعد الحائط المعروف بخاصية ارتداد الأصوات على ذلك، فتسمع (طراطيش) كلاماً لأحد المتقدمين يطمح بالحصول على الماجستير في نفس تخصصه الجامعي فيصدم بعدم وجود برنامج يتيح له مواصلة دراسته في الجامعة المتقدم اليها حيث اكتفى تأهيله بالشهادة الجامعية فقط، وآخر كان ذا حظ أوفر حيث توقف عند حدود الماجستير لعدم وجود برنامج يتيح له إكمال دراسة الدكتوراه في الجامعة، وفلان اختصر المسافات لأنه لم يقبل من الأساس, حتى أصبح هاجس كل من يطرأ على تفكيره إكمال دراساته وتعليمه أن يكون أول خياراته للسفر للخارج، أو الرضا بواقع الأمر وترديد المقولة.
أهذا هو حال طالب العلم؟!!
|