يستعد العديد من أولياء الأمور (وأنا منهم) للبحث عن كليات تقبل أبناءهم وبناتهم في التخصصات التي عملوا جاهدين في تحصيلهم العلمي من خلال المعدلات العالية التي بذلوا في سبيل تحقيقها الجهود المضنية والأوقات الصعبة حتى نال كل واحد منهم ما سهر وتعب من أجله.. نعم .. بعد انتهاء الاختبارات النهائية وإعلان النتائج شعرنا نحن أولياء الأمور بفخر واعتزاز بما أنجزه أبناؤنا وبناتنا.. ولكن الفرحة لم تكتمل والإنجاز لم يحقق طموحاتنا أوآمال أبنائنا وبناتنا وخاصة أولئك الذين حصلوا على معدلات (90 وما فوق في المائة) وكانوا يطمحون إلى دخول كليات الطب بتخصصاتها الأربعة (طب بشري، طب أسنان، الصيدلة والعلوم الطبية) ولكن تجري القبولات بما لايشتهيه أولياء الأمور وأبناؤهم من الجنسين..
فقد تم رفض قبول الكثير من الطلاب والطالبات حتى أولئك الذين حصلوا على (95 وما فوق) بحجة أن الاختبار التحصيلي لهم لم يكن على مستوى القبول.
يا جماعة.. يا مسؤولين (في الجامعات) ماذا نقول لأبنائنا وبناتنا بعد إنجازاتهم الرائعة.. وسهرهم الليالي وأحلامهم وآمالهم في الانضمام إلى النسبة القليلة جداً من الأطباء والطبيبات السعوديات والذين يقدرون بنقطة في محيط من الأطباء الأجانب..
أعتقد أن حكومتنا الرشيدة حينما شيدت الجامعات وافتتحت كليات الطب كان الهدف الأول والأخير أن تكون هذه الكليات لجميع الشباب السعودي والذي هو في موقع المسؤولية لخدمة دينه ثم وطنه وحكومته.. ولا أعتقد أن لأي مسؤول في أية جامعة الحق في أن يرفض أي طالب أو طالبة حصلا على المعدل المطلوب في الكليات الصحية.. لأن هذا الرفض يعني القضاء على طموحات وآمال شبابنا والذين يتعرضون لإغراءات من فئات حاقدة على هذا الوطن والمواطنين وبالأخص الشباب.
دعونا ( يا جماعة الخير) نصارح بعضنا البعض بالحقائق الصعبة.. إن الفئات القذرة تستغل مثل هذه المواقف لتزرع في نفوس أبنائنا وبناتنا الحقد والكراهية متذرعة بأوهام ووعود ستقدمها لكل من يدير ظهره لوطنه ومواطنيه.. أنيروا الطريق المظلم..وأزيحوا العقبات.. وسهلوا مهمتنا نحن أولياء الأمور في إشغال أبنائنا وبناتنا بأمور تعود عليهم وعلى وطنهم بالخير والنجاح قبل أن يضيعوا في الطرق المسدودة ولا يجدوا أمامهم إلا عصابات الإرهاب والتي تقدم لهم كل وسائل الغدر والرعب والقتل فتحيلهم إلى سفاكين.. قتلة.. بدلا من إحالتهم إلى أطباء ومهندسين.
لا أعتقد أن إضافة بعض الكراسي.. وبعض المختبرات وبعض الأساتذة سيؤثر على ميزانية الجامعات.. بحجة أن (مقاعد الكلية الفلانية) محدودة.. الدولة بخير.. وحكامنا ينظرون إلى أبنائنا نظرة حنون.. ويزعجهم أن يتقدم لهم (ولي أمر) يطلب منهم إدخال ابنه أو ابنته إلى كلية من الكليات.. خاصة وأن حكومتنا المخلصة لاتفرق بين أبنائها من الجنسين.
إليكم أقوى مثل هو ابني الذي تخرج من الثانوي بمعدل (95%) وكان كل حلمه وأمله أن يدخل كلية الطب البشري.. وبعد أن سجل في الجامعة تعرض إلى حادث مروري أدخله العناية المركزة لمدة عشرين يوماً لم يتمكن خلالها من أخذ الاختبار التحصيلي وكانت النتيجة أنه حرم من دخول أي من الكليات الصحية.
أنا واحد من المواطنين والذين يبحثون عن كلية طب تقبل ابني ولا أدري أين أجد هذه الكلية.
|