من الصعب تصور وجود الإرهابي إرييل شارون في أي مشهد للسلام، ومع ذلك فعندما يحاول شارون إقحام نفسه في شأن يتصل بالسلام، فإنه حتى وهو يفعل ذلك لا يستطيع أن ينسلخ عن جلده كإرهابي.
فقد تلقى هذا الإرهابي العتيد رداً مفحماً من مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافييرسولانا عندما قال شارون: إن فرص الاتحاد تبدو ضئيلة للاسهام في التسوية، وذلك لأن الاتحاد ساند الموقف الفلسطيني بشأن الجدار العازل، ورد سولانا على شارون بالقول: إن ذلك سيحدث شاء من شاء وأبى من أبى.
وبشكل عام فانه من الصعب تحقيق سلام مع شارون، ومع ذلك فإن هذه الاستحالة لا تعني أن يكف الآخرون عن السعي باتجاه التسوية لمجرد وجود شارون على مسرح الأحداث، ولعل وجود مثل هذا الشخص هو مايحتم الاسراع بخطى التسوية من اجل ازالته من كامل المشهد لأنه غير جدير به.
إذن.. فشارون يستعمل ذات الإسلوب الإرهابي لاختيار من يحق له الاسهام في التسوية ومن لا يحق له ذلك، والعبرة، حسب شارون، بمدى التزام هذا الطرف بوجهة النظر الاسرائيلية حرفيا، والا فمن الصعب استيعابه وفقا لشارون لانه لن يحقق السلام الذي تريده اسرائيل..
واذا احتكمنا الى هذا المنطق فالأحرى إننا لن نرى سلاماً سواء على المدى القريب او في المستقبل البعيد، لأن وجهة النظرالإسرائيلية تقتصر على إسرائيل والولايات المتحدة وترفضها بقية دول العالم، وقد أظهر التصويت الأخير في الجمعية العامة للأمم المتحدة عزلة إسرائيل ومعها امريكا بهذا الشأن، اذ صوت مع القرار الذي يطالب اسرائيل بتنفيذ قرار المحكمة الدولية بشأن جدار شارون 151 دولة وعارضته ست من بينها اسرائيل والولايات المتحدة واربع دول اخرى غير معروفة على الصعيد الدولي..
والمهم في الأمر ان كل دول الاتحاد الاوروبي الذي ينتمي اليها خافيير سولانا صوتت مع القرار مؤيدة للموقف الفلسطيني، وهذا هو سبب غضب شارون منها..غير أن غضب شارون لن يستطيع تغيير الحقائق على الارض، ولن يستطيع تغيير مكانة الاتحاد الأوروبي كواحد من اكبر واشهر الكيانات الدولية الموحدة في عالم اليوم بكل ما يملكة من تأثير على الشأن العالمي.
وبخصوص السلام بصفة خاصة، فإن المواقف الأوروبية المتقاربة مع الموقف العربي مهمة للغاية في إحداث التوازن المطلوب إزاء الانحياز الكامل من الولايات المتحدة لإسرائيل.
|