* جدة - ماجد الجندبي:
وضعت مكة المكرمة لنفسها موقعاً بارزاً في السياحة الداخلية للسنة الثانية على التوالي من خلال مشاركتها في إقامة مهرجان ثقافي وديني وترفيهي خلال فترة الصيف للسنة الثانية على التوالي، وسجل هذا المهرجان إقبالاً منقطع النظير، واستقطب مئات الألوف من الزوار والمعتمرين الذين استفادوا من إقامة هذا المهرجان بالبقاء في مكة المكرمة أطول فترة ممكنة.
عبد الله مرعي بن محفوظ رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان مكة خير 25 أكد في حديث مع (الجزيرة) أن هذا المهرجان استقطب حتى الآن بعد مرور قرابة شهر على دورته الثانية أكثر من مليون ونصف المليون من الزوار، وأوضح ابن محفوظ أن هناك العديد من العوامل التي ساعدت هذا المهرجان على النجاح في سنته الثانية على التوالي ولعل أهمها الزيادة الكبيرة في عدد الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمهرجان وكذلك مشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان.
في هذا الحديث يتطرق ابن محفوظ إلى العوامل المساعدة لتنشيط الحركة السياحية في المملكة ومتطلبات قطاع السياحة لتوفير المناخ الأفضل لبقاء المواطنين السعوديين والاستفادة من المقومات والإمكانيات التي تملكها المناطق السعودية.. فإلى نص الحديث:
* بداية وبعد مرور نحو شهر على بداية مهرجان مكة خير 25، ما هي المؤشرات لديكم حول نتائج هذا المهرجان على الاقتصاد في مكة المكرمة؟
- مهرجان مكة خير فوائده ليست مقصورة على الفعاليات والزوار الذين يحضرون إلى موقع المهرجان والذي خصصت له أرض تجاوزت مساحتها مليوني متر مربع، بل إن فوائده تجاوزت ذلك لتشمل جميع القطاعات الاقتصادية والتجارية والفندقية في مكة المكرمة، وذلك من خلال حركة الزيارة والعمرة التي شهدتها العاصمة المقدسة وتشهدها هذه الأيام وسجلت خلالها ارتفاعاً تجاوزت نسبته 25% عما كانت عليه في العام الماضي، وحسب الدراسات التي أجريت بواسطة مكتب استشاري اقتصادي مستقل فإن العوائد التي ستعود على القطاعات الاقتصادية والتجارية والفندقية في مكة المكرمة عموماً وشملت هذه الدراسة حتى المحلات التجارية الصغيرة وسيارات الأجرة والوحدات السكنية الفندقية وغيرها تقدر بأكثر من 350 مليون ريال خلال فترة إقامة المهرجان وهذا بحد ذاته نتيجة جيدة للقطاع الاقتصادي عموماً في مكة المكرمة، كان للمهرجان دور في جذب مثل هذه الحركة التجارية والنشاط الاقتصادي وتدوير الأموال في داخل البلاد.
* تحدثت عن الفوائد المالية والاقتصادية، ولكن ما هي الفوائد الأخرى التي ستعود على زوار المهرجان والمشاركين فيه؟
- المهرجان نجح في استقطاب العديد من الجهات الخيرية والخدمية التي ساهمت في إقامة العديد من الفعاليات للتعريف بخدماتها وكذلك إقامة العديد من الندوات والبرامج الثقافية التي تعود بالفائدة على الزوار والمشاركين في هذه الفعاليات، فخلال إقامة المهرجان شهدت فعاليات أكثر من 30 محاضرة وندوة بشكل يومي، شهدت إقبالاً غير طبيعي من الزوار وبالأخص العائلات الذين يبحثون عن الفائدة الثقافية والدينية والتي حرصنا على توفيرها في مهرجان نقي.
* كانت هناك مشاركة قوية من جمعية مراكز الأحياء والندوة العالمية للشباب الإسلامي في مجال المحاضرات والبرامج الثقافية، لماذا تحرصون على مشاركة هذه الجهات في مهرجانكم؟
- جمعية مراكز الأحياء تقوم بدور كبير في مجال إعادة إحياء الدور الريادي والاجتماعي للأحياء السكنية في المملكة، ومشاركتهم في هذا المهرجان نوع من التفعيل لدورهم في تعريف الزوار والمواطنين بالمشاركة الاجتماعية في البرامج والفعاليات التي تقوم بها الجمعية، ودورها كبير في مجال الحفاظ على الجو الاجتماعي في الأحياء، وتقوم الجمعية خلال المهرجان العديد من المسؤولين في القطاعات الحكومية الخدمية في حوار مباشر مع الزوار، وحققت هذه الفعاليات إقبالاً كبيراً من الزوار لم يسبق له مثيل، حيث استفاد المسؤولون الكثير من الفوائد في مناقشاتهم مع المواطنين والزوار، أما الندوة العالمية للشباب الإسلامي، فهي السنة الثانية التي تشارك في هذا المهرجان من خلال رعايتهم وتنظيمهم للفعاليات الدينية والمحاضرات الثقافية حيث زار العديد من أصحاب الفضيلة المشايخ والخبراء وقدموا محاضرات وندوات كان لها حضور كبير من الزوار والمشاركين.
* صادف إقامة المهرجان هذا العام، بدء برنامج (عمرة الصيف) والذي يتيح الفرصة للمعتمرين لأداء مناسكهم خلال فترة الصيف والتي تتصادف مع توقيت المهرجان، ما هي التأثيرات التي عادت على المهرجان من هذه المصادفة؟
- فعلا نجحت وزارة الحج في ابتكار برنامج (عمرة الصيف) والذي نجح في استقطاب مئات الألوف من المعتمرين في فترة وجيزة وذلك من خلال البرامج الترويحية التي أعدت لهذا البرنامج، وحسب التوقعات فإن أعداد المعتمرين متوقع أن ترتفع عن السنة الماضية بأكثر من 25% وهذا يشجع على نجاح المهرجان وأيضا إقامة المهرجان في نفس التوقيت يشجع المعتمرين والزوار على البقاء في مكة المكرمة واستغلال بقية أيامهم في حضور الفعاليات والبرامج والندوات والمحاضرات التي تقام في المهرجان، وبالتالي فالمهرجان وبرامج المعتمرين في الصيف شركاء في استثمار أوقات المعتمرين والزوار وتقديم أفضل البرامج والفعاليات لهم في هذه الفترة الصيفية.
* بخلاف العام الماضي فقد تمت إقامة شراكة بينكم وبين الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة، ماذا حققت لكم هذه الشراكة مع الغرفة؟
- مهرجان مكة خير أقيم العام الماضي بجهود فردية من شركة جدة للمعارض الدولية ومجموعتنا، وكان لغرفة مكة مهرجان آخر أقامته ولكنه لم يكتب له النجاح، فكان القرار أن يتم توحيد الجهود وتضع الغرفة التجارية يدها في يدنا لإقامة مهرجان ناجح واحد لمكة المكرمة، وبالفعل وجدنا من المسؤولين في غرفة مكة وعلى رأسهم الشيخ عادل عبد الله كعكي رئيس الغرفة والأمين العام عبد الله تجار الشاهي، فتمت الشراكة على أساس أن تقدم الغرفة دعمها الفني واللوجستي للمهرجان، وللحق نقول إن المسؤولين في الغرفة قاموا بجهود كبيرة في هذا المجال ساهمت بشكل كبير في إنجاح الفعاليات التي تقام في المهرجان، ومشاركة الغرفة في هذا المهرجان هو دعم كبير سيعود على اقتصاديات العاصمة المقدسة بالفائدة وهو ما كان واضحاً لنا خلال الأيام الثلاثين الماضية من المهرجان. ولا ننسى الدور الكبير لأمانة العاصمة المقدسة التي كانت الشريك الأكبر لنا في هذا المهرجان فخصصت لنا الكثير من الخدمات والإمكانيات اللازمة لإنجاح هذا المهرجان الذي عاد بالفائدة على مكة المكرمة جميعاً من دوائر حكومية أو قطاع خاص أو غيرها.
* قبل أن يختتم المهرجان فعالياته، هل لديكم النية في استمراريته وتطويره خلال السنوات المقبلة؟
- نعم بمجرد انتهاء فعاليات هذا العام سنبدأ بالدراسات اللازمة للمهرجان القادم والذي سيكون نقلة نوعية في المهرجان من خلال الكثير من المشاركات الداخلية والخارجية ليكون هذا المهرجان بالفعل منتجعاً لزوار مكة المكرمة وسكانها والاهتمام بالبرامج الترفيهية والثقافية وأيضا توسيع قاعدة المهرجان ليشمل مكة المكرمة جامعة.
* يقال إن المهرجان ركز على النواحي التجارية أكثر من غيرها، ما هي الأسباب؟
- على العكس تماماً المهرجان جمع بين جميع الاحتياجات ومتطلبات الأسرة السعودية سواء التسويقية أو الترفيهية أو الثقافية، فالبرامج الترفيهية والمسارح المخصصة للأطفال والعائلات احتلت مساحة تجاوزت 75% من المساحة الإجمالية للمهرجان، ولم تتجاوز مساحة التسوق 10% والبقية للمطاعم وجلسات العائلات، وهذا يوضح أننا لم نركز على التسوق، فعدد البرامج الثقافية والدينية والترفيهية تتفوق بكثير على البرامج التسويقية، وهذا يكفي للرد على هذه المقولة خاصة وأننا نركز على تثقيف الأسرة وتقديم برامج نظيفة، أما التسوق فالأسرة بحاجة إليه في أماكن الترفيه التي ينتشر فيها أطفالهم وهذا لا يمنع من تقديم الوجبة التسويقية إضافة إلى الوجبة الترفيهية والتثقيفية.
|