*جينان - بكين - دوروثيا هويلسمير - (د. ب. أ):
تشهد الصين بلد العجائب الاقتصادية التي يعيش فيها 3.1 مليارات نسمة أسوأ أزماتها المرتبطة بالطاقة منذ 15 عاماً.
ويتوجه العاملون في العاصمة بكين إلى عملهم ليلاً، حيث يكون سعر الكهرباء أرخص. ولا يجري تشغيل أجهزة التكييف إلا حينما تصل درجة الحرارة إلى 26 درجة مئوية. وعندما تصل درجة الحرارة 33 درجة يتصاعد في سماء المدينة مزيج من الضباب والدخان.
ولم تعد الصين التي يتراوح معدل النمو الاقتصادي فيها بين 9 و10 في المئة وتزيد فيها متطلبات السكان من الرفاهة قادرة على الوفاء بالطلب المتزايد على الطاقة.
ولم تعد محطات الطاقة ومناجم الفحم قادرة على مواكبة الطلب المتزايد على الطاقة في الوقت الذي زادت فيه معدلات استيراد النفط.
وأصبح ينبغي على الصين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان إعادة البحث في سبل ترشيد استهلاك الطاقة.
وهذا ما كان يدور في عقل وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر حينما افتتح شركة ألمانية صينية للطاقة المتجددة في مدينة جينان أمس الأول الجمعة. وتقول الشركة إنها صاحبة أكبر طاقة تشغيل في العالم لإنتاج مجمعات الطاقة الشمسية.والصين بالفعل هي أكبر سوق للطاقة الشمسية.
وقال فيشر حينما كان يقص الشريط في افتتاح الشركة (لا يوجد كثير من ضوء الشمس). وكانت السماء حينئذ تمطر بغزارة، حيث انتشرت المظلات الزرقاء الواقية من المطر في كل مكان بينما بلّلت الأمطار السجاد الأحمر تماماً.
وقال أحد موظفي الشركة (لحسن الحظ إن مجمعات الطاقة الشمسية ليست في حاجة لأشعة مباشرة). وقال فيشر إن الصين سوق مزدهر. واتفق ممثلو المشروعات الصغيرة والمتوسطة الذين يرافقون وزير الخارجية في جولته لمدة عشرة أيام في جنوب وشرق آسيا معه في الرأي.
وكان من بينهم كلاوس فريدريك مدير شركة (كلاوس ستايلمان) للنسيج الذي قال (إننا نتطلع لبحث سبل إرساء تجارة التجزئة في الصين). ويؤكد أن الصين سوق كبير ولا يقتصر على المنتجات رخيصة الثمن.
وجرى إنشاء مسطح لتجميع أشعة الشمس على مساحة 60 مليون متر مربع في الصين. ويعادل إنتاج هذا المسطح إنتاج ثلاث محطات طاقة نووية ويتسبب في ترشيد استهلاك نحو ثلاثة مليارات لتر من النفط. ومن جانبه يرى أولاف فليك مدير شركة (صن ست) لتكنولوجيا الطاقة الشمسية (إن السوق الصيني لتكنولوجيا الطاقة الشمسية بدأ في فتح أبوابه).
|