Saturday 24th July,200411622العددالسبت 7 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

المنشود المنشود
سببٌ ونتيجة!!
رقية الهويريني*

تكثر الشكوى من لدن النساء، والفتيات بوجه خاص من المعاكسات أثناء التسوق أو عند الخروج من المدارس أو الجامعات والمعاهد. وإذا أمعنا النظر لمن تتعرض من الفتيات للمضايقة من قِبل الشباب نجد أن أغلبهن - إن لم يكن جلهن - ممن يظهر عليهن التبرج إما باستخدام العطور والروائح النفاذة، أو بلبس العباءة المزخرفة بشتى الألوان التي هي أقرب للزينة من الستر، فضلاً عن كونها شفافة أو لا تغطّي كامل الجسد أو ضيقة تحدد شكله وتفاصيله!! فإذا رأى الشاب المرأة المتبرجة يكون ذلك دافعاً له لمعاكستها ويجزم بأنها لا تمانع من تبادل الحديث معه، لأنه يتوقع أن منظرها الخارجي يعطي دلالة على سلوكها الداخلي ولهذا تصبح الفتاة هي الدافع والسبب وراء معاكستها من قبل الشباب، وبالمقابل يشعرون بالهيبة والاحترام بل والتقدير للفتاة التي تحافظ على حجابها وعباءتها، ومن تتخلى عن سترها وحيائها فإنهم يتجرؤون عليها وتكون مطمعاً لهم! ومنذ الأزل ارتبط العفاف بالحياء والستر والمحافظة على لباس الحشمة والطهارة ومن منا لا تريد أن تكون عفيفة ينظر لها باحترام وإكبار؟! وقد أمر الله عز وجل بعدم إبداء الزينة، فقال: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} والأديب الرافعي يقول: (لو كنتُ قاضياً ورُفع إليّ أنَّ شاباً تجرأ على امرأة فمسها أو طاردها أو أسمعها كلاماً غير لائق، وتحقق عندي أن المرأة كانت سافرة مدهونة مصقولة متعطرة متبرجة لعاقبتُ هذه المرأة عُقوبتين، إحداهما بأنها اعْتدت على عفة الشاب.. والأخرى بأنها خرقاء كشفت اللحم للهرِّ.. )!! ولتعلم الفتاة المصونة أن هذا ليس طريقها ويخالف ما أمرها به دينها وعليها أن تفتخر بحجابها وعباءتها، فهو الدليل على عفافها.
والحقيقة أن المسؤولية الرئيسية تقع على الوالدين نتيجة لضعف الإرشاد والتوجيه والجهل بأساليب التربية الصالحة في البيت، ومنها تنشئة الفتاة على اللباس الساتر حتى داخل المنزل وأمام والدها وإخوانها وزرع بذور الحياء منذ طفولتها والحزم فيه وعدم التهاون في ذلك بحجة صغر السن ومتابعتها وتحذيرها من السفور وإدراك خطورته ونتائجه، كما لا بد من امتثال القدوة من والدتها وقريباتها وتشجيعها على التستر والثناء عليها، سيما وأن الفتيات - حالياً - يواجهن بغزو فكري تجاه الحشمة. كما يحسن بالأسرة التقليل - إن لم يكن الامتناع - عن ارتياد الفتاة الأسواق والاعتماد على الوالدين في قضاء المستلزمات، وعدم الخروج مطلقاً إلا برفقتهما لإمكانية تعرضها للمضايقة حيث أمست الأسواق مرتعاً للمعاكسات!! وقد دلت بعض الدراسات أن لجوء الشاب للمعاكسة ووقوعه بغيرها من أنواع الانحرافات يكون نتيجة لقسوة الوالدين، مما يجعل الابن أحياناً يهرب من واقعه الذي يعيشه إلى واقع آخر قد يجد فيه ما لا يجده في بيته!! ولعل من المناسب أن نذكِّر الوالدين بضرورة ملء الفراغ الذي يعيشه الأبناء - من الجنسين - بما يعود عليهم بالفائدة، فالانشغال بالأمور الدينية والدنيوية يكبح الشباب عن الخروج للأسواق وإلحاق الأذى بالناس!
علمنا السبب والنتيجة.. فهل نبادر بالعلاج؟!!

* ص.ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved