* تحليل - سامي اليوسف:
واصل المنتخب السعودي تقديم نتائجه المتدنية بمباركة من مدربه الهولندي فان درليم في بطولة كأس أمم آسيا في الصين بعد أن خسر مباراته الثانية على يد أوزبكستان المتواضع فنياً بهدف دون مقابل جاء في الدقيقة (12) من المباراة بواسطة تسديدة قوية للاعب إلكساندر فيريرخ.. لتضعف آمال الأخضر في بلوغ ربع النهائي بعد أن حصد نقطة يتيمة من مباراتين!..
وكان فاندرليم قد تأخر في إشراك البيشي والباشا.. ولعب بتشكيلة غريبة بعد أن أجرى ستة تغييرات دفعة واحدة (!!) تاركاً ياسر القحطاني يلعب كمهاجم وحيد في وسط كماشة الدفاع الأوزبكي.
الشوط الأول
** بدأ منتخبنا باللاعبين: منصور النجعي، سعود الخيبري، رضا تكر، حمد المنتشري، أحمد الدوخي، خميس العويران، سعد الزهراني، سعد الدوسري، محمد الشلهوب، إبراهيم السويد، ياسر القحطاني.. وقد أحدث المدرب فاندرليم ستة تغيرات دفعة واحدة في صفوف الأخضر مستبعداً الحارس الحرقان والجنوبي والعبدلي وكريري (مصاب) والبيشي والقاضي.. مبقياً على القحطاني كمهاجم أو رأس حربة تقليدي. بدأت الدقائق الخمس الأولى رتيبة دونما حدث يستحق الذكر سوى الفاول الذي لم يحسن الدوخي تنفيذه بشكل مفيد.. وسدّد الزهراني في الدقيقة السابعة كرة قوية بعد هجمة سعودية منظمة بدأها الشلهوب لكن الحارس الأوزبكي أبعدها إلى ضربة ركنية.. لم يستفد منها المنتخب.. وقد وضح اعتماد المنتخب الأوزبكي على الغزو من الأطراف والميل إلى كسب أخطاء ثابتة بالقرب من منطقة الجزاء للاستفادة من تسديدات الكابتن قاسيموف صاحب الخبرة..
وحتى الدقيقة العاشرة كان اللعب هادئاً ومحصوراً في وسط الميدان.. إلاّ أن الدقيقة (12) جاءت لتحمل معها المفاجأة الغير سارة لمنتخبنا حيث تبادل غير لاعب أوزبكي في وسط الميدان الكرة فيما بينهم دونما مضايفة من لاعبي الوسط السعودي لتصل الكرة للاعب رقم (15) قيريرخ الذي استلم الكرة بدوره وسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء لتسكن كرته على يمين الحارس النجعي مسجلاً الهدف الأول.. الذي يتحمل مسؤوليته الحارس ولاعبو الدفاع الذين أتاحوا الفرصة للاعب لاستلام الكرة ومن ثم التسديد دونما مضايقة أو مراقبة.. انكمش لاعبو أوزبكستان في منطقتهم الدفاعية معتمدين على المرتدات السريعة بينما لاحظنا الإصرار السعودي طيلة ال (20) دقيقة على الاختراق من العمق.. دونما تركيز في الألعاب أو التسديدات.. فيما كان القحطاني وحيداً بين كماشة الدفاع الأوزبكي..
في الوقت الذي كان يشوب الأداء الدفاعي بعض الارتباك والاهتزاز خاصة لدى ظهيريّ الجنب.. وشكلّت التمريرات السعودية الخاطئة في الوسط نقطة انطلاقة للهجمات الأوزبكية.. لكن لاعبي الأخضر أخذوا في تنظيم صفوفهم من بعد الهدف.. وبذل الثنائي السويد والشلهوب جهداً في صناعة الهجمة.. وحتى الدقيقة الـ(26) كان الأخضر متفوقاً على خصمه في التسديدات نحو المرمى..
طوال الثلاثين دقيقة الأولى حاول لاعبو أوزبكستان إبطاء رتم المباراة وتهدئة اللعب.. مع فرض رقابة لصيقة على القحطاني والاعتماد على الكرات المرتدة السريعة.. بينما لم يستطع لاعبونا كسر الطوق الدفاعي الأوزبكي المحكم الإغلاق في المنطقة الخلفية.. كما لم يستفيدوا من الكرات الثابتة سواء الفاولات أو ضربات الزاوية.
أخذت الهجمات السعودية تأخذ طابع الخطورة مع مساندة الدوخي من الجهة اليمنى.. لكن بقي الأوزبكي منكمشاً في نصف ملعبه.. بينما كان يقوم سويد بدور مشترك بين الوسط والهجوم وكان مطلوباً تواجد مهاجم نشط وسريع إلى جانب القحطاني ليحدثا معاً ربكة في الخطوط الخلفية للمنتخب الأوزبكي لاسيما وأن لاعبيه خصوصاً المدافعين يعاب عليهم البطء في الحركة.. ورغم الصعوبة التي واجهت الأخضر إلاّ أن ياسر القحطاني كان يكافح مع كل كرة تصله في المقدمة.. في ظل فردية السويد في بعض الألعاب.. وقد احتسب حكم المباراة كوجا كوفي من بينين دقيقتين وقتاً بدل ضائع سارت الأمور فيها كما الوضع السائد على الشوط الأول.. لكن نستطيع القول بأن خلاصة القول في هذا الشوط.. أن السعودي كان الأكثر استحواذاً على الكرة والأفضل انتشاراً لكن دونما فاعلية حيث لم يستطع لاعبوه كسر الحاجز الدفاعي الأوزبكي وكان واضحاً أن فاندرليم أخطأ في حساباته في هذا الشوط بوضع ياسر وحيداً في المقدمة..
فيما كان الأوزبكي الأفضل عملياً حيث نفذ مايريد تماماً.. اقتنص هدفاً وعاد للانكماش في ملعبه واكتفى بالمرتدات ومحاولة كسب فاولات قريبة من منطقة الجزاء السعودية استغلالاً لخبرة ومهارة كابتنه قاسيموف في التسديد.
الشوط الثاني
** بدأ الشوط الثاني لاعبو المنتخب السعودي أكثر اصرارا على تحقيق نتيجة ايجابية وضح ذلك من خلال الضغط المكثف والتسديدات المتتالية على المرمى الأوزبكي التي جاء أبرزها تسديدة الخيبري في الدقيقة الخامسة.. كما انعكس ذلك على عدد ركلات الزاوية لمصلحة الأخضر.
السعودي لم يجر مدربه أية تبديلات بين شوطي المباراة بل ظل الوضع على ما هو عليه لكن الأخضر واصل الضغط طيلة الربع ساعة الأولى آزره في هذا تقدم ظهيري الجنب في صناعة الهجمة.. بينما بقي المنتخب الأوزبكي منكمشا في ملعبه ومعتمدا على المرتدات والاستفادة من الأخطاء السعودية في التمرير.. وعند الدقيقة (12) أضاع المدافع المنتشري فرصة ذهبية لبلوغ التعادل على أثر عكسية جميلة بين الدوخي جعلته في مواجهة الحارس الأوزبكي وجها لوجه في منطقة الجزاء بعدها بدقيقة توغل سعد الزهراني من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء الأوزبكية لكنه سدد برعونة بعيدة عن المرمى في الوقت الذي كان من المفترض أن يلعب كرته عكسية لزملائه.. وفي الدقيقة (17) يسدد سعد الدوسري كرة مرت أرضية بجوار القائم الأيسر للحارس على أثر هجمة منسقة.. وقبل أن تكتمل الدقيقة العشرين كان المدرب الأوزبكي قد أجرى تغييرين لدعم خط الوسط لزيادة الكثافة العددية كان أبرزههما اخراج الكابتن المخضرم اللاعب قاسيموف.بعدها بدقيقتين استبدل فاندرليم الشلهوب بالمهاجم طلال المشعل ليتحول الأخير للعب بجانب ياسر ويعود السويد للعب في الجهة اليسرى مكان الشلهوب الذي كان واضحا غيابه تماما في الشوط الثاني.
وفي الدقيقة (27) يلعب القحطاني كرة كيفما اتفق لكنها تصل داخل منطقة الجزاء للسويد على مشارف الست ياردات لكنه سددها ضعيفة بيد الحارس الأوزبكي.
وحتى الدقيقة الثلاثين كان المنتخب الأوزبكي يسير بمجريات المباراة وفق ما يريده لاعبوه تماما كما فعل في الشوط الأول رغم الضغط المكثف من لاعبي الأخضر.
فاندرليم أجرى تبديلا آخر بإشراك مهاجم ثالث وهو يسري الباشا بدلا من لاعب الوسط سعد الزهراني.
وفي الدقيقة (35) يتوغل الدوخي بكرة أمام مرمى أوزبكستان تتحول إلى كورنر لم يستفد منه الأخضر (كالعادة)!!
ويستبدل بعدها بأربع دقائق مدرب منتخبنا لاعب الوسط سعد الدوسري بالمهاجم النشط والمشاغب عبدالرحمن البيشي ويعد هذا التغيير متأخر جداً.. حيث كان من المفترض البداية بالبيشي مع مطلع الشوط الثاني على أقل تقدير.. عموما فاندرليم زج بكل أوراقه الهجومية الرابحة لكنها جاءت في وقت متأخر جداً..
رغم مشاركة المشعل كبديل يفترض أن يكون مفيداً إلا أنه كان عبئاً على الهجوم وزملائه على عكس البيشي والباشا.
ويعطي الحكم الافريقي (4) دقائق وقتاً بدل ضائع.. أهدر في مطلعها الباشا فرصة ذهبية عندما (جلى) عن كرة مهيأة له داخل منطقة الجزاء على إثر رأسية البيشي.. وتسنح فرصة مواتية من فاول نفذه الدوخي جاعلا كرته بين أحضان الحارس الأوزبكي.
لتمضي الدقائق كسابقتها دونما فائدة أو نتيجة ايجابية للأخضر ليطلق الحكم صافرته معلنا نهاية المباراة بفوز اوزبكي ثاني ويتصدر مجموعته بـ(6) نقاط بينما يتراجع منتخبنا إلى الوراء وتضعف آماله في بلوغ دور ربع النهائي ويصبح أمله مرتبطا بنتائج الآخرين بعد نتائجه المتواضعة.
لقطات
** فاندرليم يتحمل الجزء الأكبر من مسؤولية الخسارة بتشكيله الغريب وعدم استقراره على تشكيلة ثابتة طوال البطولات السابقة وصولا بكأس آسيا.. إضافة إلى تغييراته المتأخرة.. ويشاركه في ذلك الإدارة المشرفة على المنتخب التي تواصل السكوت عن أخطائه التي تجرع معها محبو الأخضر المرارة..!
** الحارس النجعي لم يكن بعيدا في حضوره ومستواه عن سابقه الحرقان..!
** طلال المشعل وإبراهيم السويد.. مازالا بعيدين عن مستوياتهما.. أما يسري الباشا فإن مشاركته مع البيشي جاءت متأخرة جداً.
|