السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اطلعت على ما كتبته الأخت الفاضلة: غزيل الحربي في جريدة الجزيرة عدد: 11615 حول الهجمة الشرسة التي تتعرض لها المرأة المسلمة، ولا غرابة في ذلك، فالطريق الواسع لهدم القيم وإبعاد المسلمين عن دينهم، ونشوء أجيال من خلالها يتمكن من أعداء الأمة من تحقيق مآربهم، لا يتم إلا عن طريق المرأة، فإذا تخلت المرأة المسلمة عن واجباتها في تربية أولادها، والقيام بشؤون بيتها وزوجها، وتركتها لغيرها، وخالطت الرجال وزاحمتهم فيما يختصون به من أعمال، حل الهوان بأمة الإسلام، وهذا كلام غير مبالغ فيه، فواحد ممن فرغ نفسه لمحاربة المسلمين، فحشد الحشود واجتاح بلاد المسلمين، فوقعت معارك عنيفة هزم فيها هذا القائد وجنده شر هزيمة، فقبض عليه وأودع في أحد السجون في المنصورة بمصر، وهو في سجنه استعرض مراحل الصراع العسكري بين المسلمين وغيرهم، فأيقن أنه لا يمكن هزيمة المسلمين في ميادين القتال مهما تكن الحال التي هم عليها، إذا خاضوا غمار الحروب باسم الإسلام، ومهما تكن قوة العدو الذي يقاتلهم. وبعد تفكير عميق، رأى أن أوسع السبل للنيل من المسلمين وبأقل التكاليف المادية، إبعادهم عن دينهم.
فقال عبارته المشهورة: (بكأس وغانية ندك صروح المسلمين) فصارت كلمته النبراس الذي يسترشد به أعداء الملة في حروبهم مع المسلمين.
فرفعوا شعارات حقوق المرأة ورددوا أقوالاً شاذة ونسبوها زوراً وبهتاناً للإسلام، مثل تحريم تعلم وعمل المرأة، واعتبروا ما ورد في الكتاب والسنة من أوامر ونواهي وهي للجنسين قيوداً ظالمة للمرأة، إلى غير ذلك من الترهات والشبهات التي تحفل بها كتاباتهم، واستغلوا عادات وتقاليد في التعامل مع المرأة ما أنزل الله بها من سلطان. وهم في زعمهم يريدون أن يعيدوا للمرأة حقوقها، وقد كذبوا فيما يزعمون ويدعون. فمن المرأة التي تحظى عندهم بالعناية والرعاية والتقدير والاحترام؟ إنها المرأة الشابة الجميلة، فإذا تقدمت بها السن وذهب جمالها وتغيرت حالها وصارت في أمس الحاجة لمن يقوم بشأنها ويسهر على راحتها، تركت لوحدها تكابد الهموم والأحزان، إما منسية في دور الرعاية الاجتماعية أو منزوية في شقة ليس معها إلا كلبها، حتى يحين أجلها، فتكون نسياً منسياً. هذا هو حال المرأة الغربية اليوم في بلادها، فالاهتمام والعناية فقط من نصيب الفتاة الشابة الجميلة، هل في يوم من الأيام رأيتم صورة عجوز شاب شعر رأسها وتجعد وجهها أو فتاة غير جميلة تغطي أغلفة المجلات وصفحاتها الداخلية.. إلخ فأين التقدير والاحترام إذن؟ وكثيراً ما قرأنا وسمعنا عن نساء غربيات يتمنين بعض ما تحظى به المرأة المسلمة، من رعاية وتكريم في صغرها وشبابها، وفي هرمها تكون العناية بها أكثر وأرفق، وحتى بعد وفاتها تظل في ذاكرة أسرتها، الكل يدعو لها، ويتصدق عنها، إلى غير ذلك من أعمال البر.
وختاماً: هذه الدعوات لن تلقى آذاناً صاغية - إن شاء الله - فالشعوب عامة، ومنها الشعوب الإسلامية، جربت مناهج شتى فلم تزدها إلا تعاسة وشقاء، وها هي اليوم تعود إلى أديانها تلتمس فيها سعادتها وراحتها ونجاتها، فالعالم اليوم تعتريه موجة من التدين. وها هم المسلمون في فرنسا، يظهرون اعتزازهم بتعاليم دينهم ويلعنون رفضهم القاطع نزع الحجاب، ونساء بلاد الحرمين الشريفين أشد وأقوى في التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف. وفق الله الجميع لما فيه الخير.
محمد بن فيصل الفيصل
المجمعة |