في حوار هادف وجميل بين الشيخ عبدالله بن إدريس وابنه زياد رأينا كيف يتصف الأبناء بالخلق الرفيع والتعامل الراقي. هذا الحوار والتخاطب كان حول مقالة كتبها الشيخ عبدالله تحت عنوان أرشدوا أخاكم والمنشورة في زاويته ليوم الثلاثاء 25-5- 1425هـ، تأييداً لما كتبته فاطمة بنت عبدالله بن رافعة حول مقالة الدكتور نزار شقدار (طبيعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومكانته).
الموضوع محل الحوار يستحق أكثر وقفة مع بسط الثناء للإخوة الذين تناولوه من جوانبه كلها غير أن ما رغبت التنويه إليه هو لفت الانتباه وأخص الشباب إلى أدب الحوار مع الآباء وأن يأخذوا لأستاذ زياد مثالا لهم في حسن التعامل مع والده في هذا العصر الذي قل فيه احترام أهل الفضل آباء وأساتذة ومشايخ. أقول ليتهم قرؤوا مقالة الأديب زياد التي نشرتها له الجزيرة في عددها 11618 في 3-6-1425هـ ليعرفوا أسلوب التحاور والنقاش مع الآباء وكيف خرج منه - أي زياد - بما يريده وما يراه صحيحا سواء وافق أقوال من سبقوه أو خالفهم المهم أنه لم يتعد على مقام والده أو يجرح له شعورا عكس ما نراه في مجالسنا من تهجم على الوالدين بالأقوال دون الالتفات إلى ما تخلفه من كدمات في نفس الكبير فنحن كآباء لا نحجر على الأبناء ولا نرفض النقاش سواء اتفقنا معهم أو لم نتفق فالمهم أن يكون هادفا وهادئا يراعي المصلحة ويبتعد عن التهويش.
إننا نسمع الكثير والكثير من القصص التي تدور بين الناس حول تعامل بعض الأبناء مع آبائهم وما ينتج عن ذلك من صلف وعدم احترام لمشاعر أولئك الآباء والله تعالى يقول {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} فكيف بتسفيه الوالدين وازدرائهما ورفع الصوت وتقطيب الجبين أمامهما.
أكرر القول بأهمية حسن الخطاب مع الكبار وأخص الوالدين وأهل الفضل معلمين ومرشدين وكتاب وأولياء أمور وحتى مع الأشخاص غير المتعلمين فالدين الإسلامي وجه لهذا ورغّب فيه وأعطى عليه الأجر الجزيل.
مرة ثانية وثالثة أشكر الكاتب والأديب زياد بن عبدالله بن إدريس وأهنئه على هذا الأسلوب المثالي في النقاش والتحاور متمنياً له ولوالده دوام الصحة والعافية.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب |