Friday 23rd July,200411621العددالجمعة 6 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

خلال محاضرة ألقاها في مسجد الدريويش بدومة الجندل خلال محاضرة ألقاها في مسجد الدريويش بدومة الجندل
د. التركي: الجهاد دعوة وعمل خاص بوليِّ الأمر للدفاع عن الإسلام والمسلمين ورد العدوان

* مكة المكرمة - نانا السقا:
أعرب معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء عن شديد الألم لحدوث عمليات الارهاب في المملكة العربية السعودية وتسلل مفاهيم العنف والتطرف والغلو على بلد الإسلام.
وقال ان تسلل العمل الإرهابي إلى هذه الأرض المباركة التي يتطلع إليها كافة المسلمين في العالم إنما هو فاجعة كبرى للإسلام والمسلمين.
جاء ذلك في حوار عقده معاليه في مسجد الدريويش بدومة الجندل مع الشباب اجاب فيه على العديد من الاسئلة حول الإرهاب ومنشأ الغلو والتطرف ومفهوم الجهاد الصحيح.
ونبه معاليه إلى خطورة انجراف الشباب نحو التيارات الدخيلة التي تصنف الناس إلى فئات وتكفر بعض المسلمين محذراً معاليه من الذين يرفعون شعار الإسلام ليس لديهم رصيد أو معرفة صحيحة بأمور الدين حيث يلقنون شباب الأمة المسلمة ما يخالف الإسلام من الثقافة والسلوك.
وشرح معاليه معنى الجهاد ومقاصده في الإسلام والفرق بينه وبين الارهاب مؤكداً ان الاعمال التي يقوم بها البعض باسم الجهاد ليس لها اي صلة بمفهوم الجهاد الصحيح في الإسلام بل هي اعمال تنافي ما امر به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وأوضح ان الجهاد دعوة وعمل خاص بولي الأمر مشيراً إلى أن من اهم مقاصده الدفاع عن الإسلام والمسلمين ورد العدوان وقال ان معظم غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كانت لرد العدوان ومعالجة شأن ناقضي العهد واضاف أن الجهاد مسألة إسلامية عامة لا يقررها الافراد وإنما أمرها منوط بولي الأمر.
وقال الدكتور التركي ان الحفاظ على الاخذ بهذه المصادر الثقافية يعصم من الضلال مشيراً إلى أن هناك عدداً من المحاذير التي ينبغي على المسلم تجنبها وهي البعد عن التفسير المزاجي لأحكام الشريعة وعدم التخلي عن فهم السلف الصالح لنصوص الدين وربط الرجوع في فهم الكتاب والسنة إلى علماء السلف والحذر من الشبهات التي تثار وتعرض على الناشئة لاعتناقها وتجنب الاخذ ممن لم يكتمل علمهم من طلبة العلم وعدم الاعتماد على الفتاوى الفردية في القضايا التي تخص الأمة.
وأكد معاليه أن علماء المملكة منذ أن قامت دولة إسلامية بتعاون تم بين الامام محمد بن سعود والامام محمد بن عبد الوهاب متمسكون بهذا الفهم وهو نهج السلف الحريص على نقاء الإسلام وصفائه وخلوه من الغلو وغيره من الشوائب مشيراً إلى أن الدولة حرصت كذلك على هذا الفهم في نهجها حيث حرصت في ذلك على مستوى القضاء والافتاء والتعليم متبعة في هذا النهج وهذا الفهم نهج السلف الصالح وفهمه وهو الامر الذي يجعل المملكة متناسقة مع خصائصها التاريخية والدينية والثقافية التي خصها بها الله سبحانه وتعالى.
ورد الدكتور التركي خلال المحاضرة على الذين يسمون المملكة بالوهابية وقال ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يأت بشيء جديد في الإسلام حيث اكمل الله الدين في حياة النبي وما كان دور الشيخ رحمه الله الا ايقاظ الإسلام في نفوس الناس وتنقيته مما لحق به من شوائب بالإضافة إلى انه بدعوته ولقائه مع الإمام محمد بن سعود أوجدا التكامل بين الحكام والعلماء وهو تكامل واجب في المجتمع الإسلامي مبيناً أن الذين يهاجمون دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب انما يستهدفون خصائص الإسلام وتشويه الدين بالإضافة إلى الطعن الباطل بنهج المملكة.
ولفت معالي الدكتور التركي إلى أن نهج الإسلام يرفض التحزب والطائفية لأنه هو بحد ذاته نهج متكامل ووجود التحزبات وتعدد الجماعات قد يؤدي إلى الخروج عن مقاصد الدين.
وقال معاليه: نحن في المملكة العربية السعودية لسنا حزبا أو طائفة أو مذهباً جديداً وإنما نحن مسلمون نسير على نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وبما أن الحكم في المملكة يقوم على الإسلام فلن يكون شعبنا المسلم بحاجة إلى أحزاب أو طوائف أو جماعات وهذا ادعى إلى وحدة الكلمة ووحدة الرؤية ووحدة الصف ووحدة الجماعة التي تأخذ بالنهج الواحد وهو نهج الإسلام ومن البديهي ان يكون الخروج عن النهج جنوحاً عن المنهاج الذي أراده الله للبشر.
واكد ان اكتمال الحياة تتطلب ان يكون كل مسلم مبايعا للامام ولا يجوز للمسلم خلع هذه البيعة لأن ولي الأمر ومبايعته قضية شرعية أوجبها الإسلام الذي حرم على المسلمين الخروج عن طاعته إلا إذا كان الأمر يتضمن كفراً بواحاً.
وتناول معاليه في المحاضرة ثقافة الشباب وربط بينها وبين الهوية الثقافية للمملكة مؤكداً على وجوب التثقيف الإسلامي الذي هو مهمة الآباء والامهات والعلماء والمسجد والمدرسة ووسائل الاعلام.
وعد معاليه كل هذه الجهات مسؤولة عن تربية الأجيال مسؤولية مشتركة وخص معاليه الآباء بالمسؤولية وفق ما اوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم الذي جعل الاب راعياً لأهله وأبنائه وهو مسؤول عن هذه الرعية.
وتطرق الدكتور التركي إلى الانحراف الذي شهدته المملكة لدى بعض مجموعات الشباب بسبب سوء فهمهم للدين ومقاصده في الرحمة والتواد والتواصل والتعاون بين المسلمين.
وقال إن هؤلاء أساؤوا إلى وطنهم وإلى دينهم وإلى امتهم مشيراً إلى أن أموراً خطيرة تترتب على سلوك المتطرفين وهي امور لا يستفيد منها إلا اعداء الامة وفي مقدمتهم الصهيونية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved