أكد الدكتور عبدالله الحمود عميد كلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الذين هدتهم عقولهم للعودة إلى الصواب قد فازوا بخير كبير، وحموا أنفسهم وأهليهم ووطنهم من ويلات ونكبات لا يعلمها إلا الله.. فما كان أجمل من التوبة وغسيل الروح والنفس والجسد.
وأظن أن الذين لم يستفيدوا من هذه المدة قد فاتهم ذلك الخير الكبير، ليقابلوا من جديد حزم الجهات الأمنية وعزمها على قطع دابر المفسدين في الأرض. لقد قامت الحجة على البغاة، ولقد أعذر من أنذر.. فقد كانت رسالة العفو واضحة جداً، بحيث كان الشهر كافياً لمراجعة النفس وعقد العزيمة على الرجوع عن الخطأ وعدم العودة إليه.. لقد شهدنا الإنجازات الكبيرة التي حققتها القطاعات الأمنية المختلفة، كما شهدنا أن الإعلان عن فترة العفو قد جاء في وقت كانت القطاعات الأمنية في أوج إنجازاتها، وفي أفضل أحوال السيطرة على مجريات الأحداث نتيجة ما تم إنجازه في عمليات التمشيط التي تمت بحي الملز مثلاً، والتي أدت إلى سقوط عدد من كبار المجرمين والفاسقين.. ومع ذلك كله، جاء العفو، ليكون بحق، من قبيل العفو عند المقدرة، وهي شيمة الكرماء والنبلاء في تاريخ العرب.
كان عفو الكبار، الذين لا يقودهم انتصارهم، ولا تقودهم سيطرتهم على مجريات الأحداث إلى البطش بالخصم، أو الإثخان فيه، ولكن تتم استتابته، فإن تاب ورجع تم العفو عنه، عفا الله عما سلف، وفتح المرء صفحة جديدة في تاريخ حياته، مع أهله وذويه وأبناء مجتمعه.
|