على خلفية العثور على رأس الأمريكي المخطوف
د. الغامدي : الثلاجة المنزلية قادرة على حفظ الجثة لأشهر طويلة

  * الرياض - ياسر المعارك :
على خلفية المداهمة الأمنية الأخيرة لوكر الفكر التكفيري الدموي بحي الملك فهد بالرياض ، التي نتج عنها مقتل كل من المطلوب عيسى بن سعد العوشن وهو على لائحة الـ26 ، والمطلوب معجب أبو راس الدوسري والقبض على ثلاثة من المطلوبين بعد إصابتهم ، وقد عُثر في نفس المنزل على رأس المختطف الأمريكي الجنسية جون بول مارشال بعد فصله عن جسده محفوظاً داخل ثلاجة ، في حين لا تزال المتابعة الأمنية جارية لمعرفة مصير باقي الجثة.
التقينا الدكتور سعيد الغامدي استشاري الطب الشرعي المشرف على مركز الطب الشرعي بالرياض للحديث ، وسألناه حول حالة الرأس التي قام الإرهابيون بفصلها عن جسد الأمريكي مارشال منذ حوالي الأربعة أسابيع في هذا اللقاء فماذا قال؟
* د. سعيد.. هل الثلاجة المنزلية قادرة على حفظ الجثث على حالتها الطبيعية لمدة طويلة؟
- غالبية الثلاجات المنزلية تنقسم إلى قسمين ، قسم التبريد العلوي الذي تنخفض درجة برودته من درجة تحت الصفر وحتى 7 درجات تحت الصفر ، فإذا تم حفظ الجثة في درجة برودة أقل من أربعة درجات تحت الصفر ، تستطيع الجثة أياً كانت أن تحافظ على بقاء أنسجتها على حالتها الطبيعية التي وضعت فيها لأشهر طويلة ، أما إذا وضعت الجثة في الجزء الأسفل من الثلاجة والذي لا تتعدى درجة برودته الصفر فثلاثة أيام هي أقصى مدة نستطيع أن نحفظ فيها الجثة من التعفن ، وبعد ثلاثة أيام تبدأ الجثة بالتحول إلى اللون الأسود ثم التعفن وتتكاثر فيها الديدان.
* من أين تأتي الديدان إذا كانت الثلاجة محكمة الإقفال؟
- إذا كانت الثلاجة محكمة الإقفال ولم يتم فتحها لإتاحة أي فرصة لدخول البكتيريا أو الذباب ، فإن الجثة ستتحول إلى اللون الأسود وتخرج السوائل وتجف وتتعفن ، أما عن كيفية وجود الديدان فعن طريق الذباب الذي يحل على اللحم ويضع بويضاته التي تأكل اللحم والأنسجة.
* إذا افترضنا أن الرأس تعفن وتشوّه ، فكيف نتأكد أنها للأمريكي مارشال؟
- إذا تعفن وتشوّه الرأس تماماً فبفحوصات الحمض النووي المعروف بD.N.A والذي يجرى على الأسنان التي تحتفظ بخصائصها ، إذا بقيت دون تدخل لحوالي قرون من السنين ، وبعد ظهور نتائج الحمض النووي يتم مقارنة هذه النتائج مع ذوي القتيل ، فإذا تطابق الDNA فهو الأمريكي مارشال.
* هل تحدثنا بالتفصيل عن أهمية الأسنان كدليل مادي؟
- الأسنان لها قيمة فنية جنائية لأن الأسنان تتحمل درجة حرارة عالية جداً ، فالنار تتلف الآثار الأخرى مثل البصمات والدم لذلك لجأ العلماء إلى الاستفادة من الأسنان ، ففي عام 1967م أعلن مصدر روسي بأنه تم التعرف على بقايا جثة أودلف هتلر عن طريق الأسنان ، أما أهمية الأسنان من الوجهة الطبية الشرعية ، فالتعرف على الجثث المجهولة في حوادث الطيران والكوارث الطبيعية وجرائم القتل التي تخفى بالحرق ، تتم عبر المقارنة مع أسر الضحايا أو المفقودين وتقدير عمر الإنسان والتعرف على سبب الوفاة.. مثلاً التسمم بالسموم المعدنية (الرصاص والنحاس والزرنيخ) فهذه السموم تعطي للأسنان لوناً مميزاً يختلف عن الآخر.
* كم المدة التي يستطيع خلالها الحمض النووي DNA أن يحتفظ بخصائصه؟
- الDNA تركيبة ثابتة سواء كان الشخص على قيد الحياة أو متوفى ، والDNA تركيبة موجودة في خلايا الإنسان وهذه التركيبة تظل في خلايا العظم لفترة طويلة جداً من الزمن.
* إذا كان الرأس تعرض لتشويه بعد الوفاة من قبل الإرهابيين ، هل نستطيع أن نحدد أن هذا التشويه بعد الوفاة؟
- بالنسبة للإصابات التي وقعت قبل الوفاة نسميها إصابات حيوية ، والإصابة التي حدثت بعد الوفاة نسميها إصابات غير حيوية ، وهناك مجرمون يقومون بعد قتل الضحية بتشويه معالم الجثة لعدم التعرف عليها سواء بحرقها أو بتقطيعها أو على غير ذلك من أساليب التشويه الأخرى ، وبالنسبة للحروق يوجد ثلاثة معايير : فشكل الحريق بعد الوفاة يختلف عن الحريق قبل الوفاة ، فالحريق قبل الوفاة حرق يميل فيه لون الجلد إلى الاحمرار نتيجة تفاعل الأنسجة ، أما الحرق بعد الوفاة فيميل لون الجلد فيه إلى اللون البني نتيجة عدم تفاعل الأنسجة.
الأمر الثاني : وجود الهباب وهي ذرات الكربون المتصاعدة من الحروق ووجودها داخل المجرى التنفسي ، فهذا دليل على أن الشخص كان على قيد الحياة عند نشوب الحريق.أما عند وجود مركب (الكاربوكس) داخل الدم ، هنا نجزم أنه توفي بعد نشوب الحريق ، وعندما نأخذ عينة من موقع إصابة الجثة ونقوم بفحص مخبري لها نبحث عن كريات الدم البيضاء ، وعند وجودها بكثافة يكون هذا دليلا على أن الإصابة حيوية قبل الوفاة ، وبالنسبة للإصابات قبل الوفاة يغلب عليها النزيف الدموي الشديد بعكس الإصابة بعد الوفاة فالنزيف يغيب عنها.