* تبوك - خاص ب(الجزيرة):
أكد فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك ورئيس الجمعية الخيرية لتحيظ القرآن الكريم بالمنطقة على أهمية إيجاد آلية منظمة للاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات في مجال حفظ القرآن الكريم، والعناية به على أوسع نطاق، واستغلال شغف الشباب والناشئة بهذه التقنيات العصرية لحثهم على الانتظام في حلقات ومدارس التحفيظ.
وأشار الشيخ الحميد في حوار مع (الجزيرة) إلى ضرورة إنشاء شبكة اتصال بين جميع جمعيات التحفيظ بالمملكة، تحت إشراف الأمانة العامة للجمعيات، للتغلب على مشكلة تفاوت قدرات الجمعيات، وضعف إمكانياتها في الاستفادة من التقنيات الحديثة في تعليم القرآن الكريم، وفيما يلي تفاصيل الحوار.
* بداية نود من فضيلتكم إلقاء الضوء على نشاط الجمعية الخيرية للتحفيظ في منطقة تبوك من حيث عدد الدارسين والدارسات، وعدد الحلقات والمدارس؟
- نحمد الله سبحانه وتعالى على ما توليه بلادنا المباركة وولاة الأمر - حفظهم الله - من عناية، واهتمام بالقرآن الكريم، ومن صور هذه العناية جمعيات التحفيظ المنتشرة في جميع المناطق والمحافظات، والقرى، والمدن، والتي يدرس بها الآلاف من الذكور والإناث، وفي مدينة تبوك وحدها يبلغ عدد الدارسين بحلقات ومدارس التحفيظ هذا العام (5255) طالباً وطالبة في (202) حلقة ومدرسة، ودار نسائية، ويبلغ عدد الدارسين في المنطقة بالكامل ما يقرب من (15) الف طالب وطالبة، منهم ما يقرب من (6650) طالبة ويصل عدد الحلقات، والمدارس، والدور النسائية (657) حلقة والعدد في زيادة مستمرة - بمشيئة الله -.
* يتخوف بعض الآباء والأمهات من تعارض انتظام الأبناء والبنات في حلقات التحفيظ مع الدراسة بالمدارس من خلال تجربتكم في منطقة تبوك ماذا تقولون في ذلك؟
- الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتبوك تراعي جانب الاختبارات الفصلية، والنهائية بالمدارس، والجامعات لدى الطلاب، حيث يتم توقف الحلقات قبل الاختبارات بعشرة أيام على الأقل، وذلك لمنح الطلاب فرصة للتفرغ للمذاكرة، والاستعداد للامتحانات، بينما تستمر حلقات الكبار، ودور الملاحظة، والسجن، والدفاع المدني لعدم ارتباط الملتحقين بها بالدراسة النظامية، وجميع الجمعيات تتبع نفس الشيء في جميع المناطق الأخرى.
أما تخوف بعض الآباء والأمهات من انتظام ابنائهم، وبناتهم بحلقات، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم وظنهم أن الالتحاق بها ربما يكون سبباً في ضعفهم دراسياً، أو أنه يؤثر سلباً على مستواهم التحصيلي والدراسي فالواقع أثبت خلاف ذلك تماماً، فمن خلال الاطلاع على تقارير الموجهين، والمشرفين على الحلقات القرآنية، ومعرفة أحوال الطلبة وسيرهم الدراسي تبين أن الطلبة المنتظمين في الحلقات القرآنية هم أوائل الطلبة وهم المتقدمون، والمتفوقون دراسياً، ويتميزون في تحصيلهم العلمي والثقافي والدراسي عن غيرهم، ويفوقون اقرانهم ممن لم يلتحق بحلق القرآن الكريم، وذلك بشهادة مديري المدارس والمعلمين، إضافة الى ما يتمتعون به من أخلاق عالية، وصفات فاضلة، وخصال حميدة، ومزايا نبيلة، فالالتزام في الحلقات يعود التلميذ الجدية، واغتنام الوقت فيما يعود عليه بالنفع، والفائدة، وترك الخمول والكسل، والحرص على عدم ضياع الوقت.
* تقنيات العصر، أصبحت من أنفع الوسائل التعليمية، فإلى أي مدى يمكن الاستفادة من هذه التقنيات في تحفيظ القرآن الكريم، وما هي الوسائل المقترحة لذلك؟
- حقيقة أصبح لابد من الاستفادة من التقنيات الحديثة المعاصرة في أساليب تعليم القرآن الكريم، وتدريسه في الحلقات القرآنية، وذلك ترغيباً للطلاب، وحثاً لهم على الالتحاق في حلقات التحفيظ، والوسائل المقترحة يمكن تلخيصها في عدة أمور منها:
- تفعيل دور الصوتيات، وحث التلاميذ على الاستفادة من هذه التقنية، بحيث يستمع الطالب إلى أشرطة سمعية لمشاهير القراء المعروفين بجودة الأحكام وحسن الأداء.
- الاستفادة من الحاسب الآلي، واستخدام الأقراص المبرمجة التي تحتوي مادتها على رسم للمصحف الشريف مع بيان لأحكام التجويد بألوان مغايرة تساعد بشكل كبير في تعليم كتاب الله، ومعرفة بعض الأحكام.
- الاستفادة من الأشرطة المرئية (الفيديو) التي تحتوي على دروس نموذجية في أحكام التجويد، وإتقان التلاوة، وتعميمها على طلاب الحلقات.
- ايجاد مراكز في مباني جمعيات التحفيظ تحتوي على وسائل تقنية في تدريس القرآن الكريم، وأحكام التجويد مثل استخدام البرجوكتر، وشاشة العرض، وكذلك تسهيل الاتصال ببعض المواقع الخاصة بتعليم القرآن الكريم.
ويمكن للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الاستفادة من تقنيات الاتصال الحديثة وعلى رأسها الإنترنت، واستخدام برامج الكمبيوتر المساعدة على الحفظ، حيث شملت على تكرار الآيات، واختبار الحفظ بعدة مستويات، كما ظهرت أجهزة مستقلة صغيرة الحجم تعنى بهذا الأمر، وتوضع في الجيب، مثل جهاز المحفظ وغيره، وبإمكان الجمعيات توفيرها من خلال مساهمة بعض المحسنين، ومن ذلك ايضاً برنامج البال توك، وهو برنامج على شبكة الإنترنت يتم تواصل الدارسين من خلاله مع المقرئ والمحفظ، حيث يستمع منهم ويصحح لهم قراءتهم، وحيث إن الجمعيات تتباين فيما بينها من حيث القدرات، والكفاءات والتخصصات العلمية والإدارية والفنية، والتقنية حسب أقدمية تلك الجمعيات وتطورها، وإمكاناتها المادية والتقنية، فيمكن أن توجد آلية مشتركة بين الجمعيات الخيرية لوضع شبكة اتصال بينها يمكن من خلالها تحقيق المطلوب، وفي ذلك توفير للوقت، والجهد، والمال، ويستغنى بذلك عن إيفاد بعض الموظفين والمدرسين والعاملين في الجمعيات الناشئة إلى الجمعيات المتقدمة، والمتطورة للحصول على دورات، أو غير ذلك، وحبذا لو أن الأمانة العامة لجمعيات التحفيظ تتولى هذا المشروع ويتم التنسيق بينها وبين الجمعيات الخيرية لتحقيق هذا المطلب النبيل، والمقصد الكريم.
* وماذا عن معلمي القرآن الكريم والصفات الواجب توافرها في المعلم الناجح؟
- الصفات التي ينبغي توافرها في معلم القرآن الكريم الناجح تبدأ بسلامة الاعتقاد بحيث يكون ذا عقيدة سلفية سليمة، وإخلاص النية وصحة المقصد، وحسن الخلق لأن من حسن خلقه كثر مصافوه وقل معادوه، كما يجب على معلم القرآن أن يكون قدوة حسنة في أقواله، وأفعاله، وجميع تصرفاته، وأن يكون حافظاً للقرآن الكريم، أو أكثره متقناً لأحكام التجويد وعلى دراية برسم المصحف، وبعض قواعد اللغة ملماً ببعض علوم القرآن، كذلك من الأهمية أن يكون ملماً بطرق التدريس ووسائل التعليم والإيضاح المعينة، ويتمتع بقوة الشخصية، وحسن إدارة الحلقة والاهتمام بمظهره وهيئته، وأن يكون حريصاً على تطوير ذاته مواكباً لكل جديد في ميدان عمله، كذلك حريصاً على متابعة طلابه، والتواصل مع أولياء امورهم، وينبغي لمن شرفه الله بحمل كتابه، أو شيء منه أن يكون من أهل القرآن، بحق الذين هم أهل الله وخاصته، وممن قال الله - عز وجل - فيهم:{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } أي يعملون به حق عمله، وقال عكرمة: يتبعونه حق اتباعه، وأن يكون مراقباً لربه في سره وعلانيته، راجياً ثوابه، خائفاً من عقابه، وأن يكون ثقةً مأموناً ضابطاً، متنزهاً عن أسباب الفسق، ومسقطات المروءة، متصفاً بحسن الخلق، وحسن الحديث، وطيب اللفظ، وطلاقة الوجه وسعة الصدر، متحاشياً الوقوع في الغضب وأسبابه، بعيداً عن الانفعال، متحلياً بالحلم والصبر والأناة، وحب القرآن وأهله.
* كيف تنظرون إلى الحملات العدائية التي تتهم جمعيات التحفيظ بترسيخ الإرهاب وتفريخ التطرف؟ وما هي مسؤولية القائمين على هذه الجمعيات في مواجهة ذلك؟
- منذ بزوغ فجر الإسلام، ونزول القرآن على خير الخلق محمد - عليه الصلاة والسلام - وأعداء الإسلام يحاولون التشكيك فيه، والنيل منه، وصد الناس عن هديه واتباعه، وهم يعلمون علم اليقين أن ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الحق، وأن القرآن الكريم كتاب الله المعجز ودستوره الخالد، ونهجه القويم، وهديه المستقيم، أحكام الله فيه كل تشريع، وأودعه كل سعادة، وناط به كل تقدم وفلاح، ولكن الحسد الذي تغلغل في قلوبهم، والحقد الذي ملأ صدورهم، والكبر الذي استحوذ على أنفسهم، دفعهم إلى ذلك كما قال تعالى:{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء}، وقال أيضاً:{وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }، وقال أيضاً:{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ }، واليوم يعيد التاريخ نفسه ويحاول أعداء الإسلام الصد عن سبيل الله، وإبعاد الناس والطلاب عن القرآن الكريم، وعن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، والتخلق بأخلاقه، والتأدب بآدابه ليكونوا منارات هدى، ومشاعل ضياء ولبنات صالحة في صرح هذا المجتمع الطيب المعطاء، والمتتبع لمسيرة الجمعيات الخيرية، والمطلع على أنشطتها وبرامجها ليدرك حقيقة عكس ما تشيعه هذه الحملات العدائية على الجمعيات فأثر الجمعيات واضح في حماية النشء من الفتيان والفتيات من الغلو والتطرف، وصيانتهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية والعقدية، عملاً بتعاليم الإسلام السمحة، ومبادئه السامية التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال، وتحث على التخلق بمكارم الأخلاق من الرفق والحلم، والرحمة، والمودة، والتواد، والصدق، والورع، والعدل، والإحسان، وتزرع في نفوسهم حب الخير، وتربيهم على الجد والاجتهاد، واستثمار أوقاتهم بما يعود عليهم، وعلى أهليهم، ومجتمعهم، وأمتهم بالنفع والفائدة، وطلاب الحلقات القرآنية هم من خيرة الطلاب سلوكاً، وتعاملاً، وأخلاقاً، وانضباطاً، وتفوقاً، ونحن في جمعيات التحفيظ في تبوك لم نعهد أن أحداً من طلاب الحلقات يحمل فكراً متطرفاً، أو سلوكاً شاذاً منحرفاً ولا اظن ذلك يوجد في الجمعيات الأخرى لأن القائمين على هذه الحلقات، والمشرفين عليها من خيرة طلاب العلم الملتزمين بمنهج العلماء الفضلاء، والدعاة المخلصين الذين يحرصون على تحفيظ القرآن الكريم، وتربيتهم على أخلاقه ومبادئه ومثله وآدابه التي تحث على الفضيلة وحب الخير، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي أثنى الله عليه بقوله:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}، ووصفته أقرب الناس إليه زوجه أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بقولها:( كان خلقه القرآن)، والذي قال عن نفسه:( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ومسؤولية القائمين على هذه الحلقات أن يذبوا عن حياض هذه الجمعيات الخيرية ويدافعوا عنها، وأن يدحضوا تلك الشائعات، والافتراءات، وأن يصححوا المفاهيم الخاطئة التي ربما يتأثر بها بعض العامة.
* من وجهة نظركم كيف يمكن الاستفادة من خريجي حلقات التحفيظ في الدعوة إلى الله ومواجهة دعاوى التطرف وانحراف الفكر؟
- الاستفادة من الأعداد التي تقوم الجمعيات بتخريجهم من حفظة كتاب الله وتوظيفها في المجتمع من أجل إصلاحه، والمساهمة الفاعلة في محاربة كل أنواع الفساد، وذلك من خلال ما يلي: عقد دورات تأهيلية لخريجي الجمعيات، وتكون هذه الدورات مركزة في الأدوار التي من الممكن أن يقوم بها هؤلاء في مؤسسات المجتمع الأخرى، كذلك وضع برامج دورية لهؤلاء الخريجيين في الإصلاحيات ودور الملاحظة ومستشفيات الأمل حتى يقوموا بدور إصلاحي لنزلاء تلك المؤسسات، ويمكن إنشاء مراكز متخصصة في الأبحاث، وإعداد الدراسات، والتقارير، والحلول المقترحة لبعض السلوكيات، والمظاهر غير المناسبة، يشارك في إعداد البحوث والدراسات بها هؤلاء الذين تخرجهم تلك الجمعيات، ودعوة هؤلاء الخريجيين للكتابة في الصحف والمجلات، والدوريات الإعلامية لتبين تجربتهم وجعلهم قدوات لغيرهم من الشباب، كذلك حث طلاب الحلقات بشكل عام أثناء دراستهم في الحلقات على المساهمة في نشر الفضيلة، وحسن الأخلاق في المجتمع، والتصدي لكل باطل من شأنه إفساد الأفراد والمجتمعات، وإكساب هؤلاء الطلاب الأساليب التي تعينهم على تحقيق هذا الهدف بالحكمة، والموعظة الحسنة.
* التربية الإسلامية على موائد القرآن الكريم منذ الصغر ودورها في حماية النشء من الانحرافات بجميع أنواعها، وما هي السن المناسبة لبداية الحفظ؟
- حفظ القرآن عموماً منذ الصغر يمتاز بأنه أسرع، واثبت، واقوى، وأرسخ، وذلك لأن الصغير يمتاز بصفاء الذهن، وتكون مشاغله في الحياة أقل بكثير من الكبير، فليس لديه ما يشغل فكره ويشوش عقله فيتفرغ لحفظ القرآن الكريم، كما أشار إلى ذلك ابن خلدون بقوله:( إن التعليم في الصغر أشد رسوخاً وهو أصل لما بعده) وقد قيل: العلم في الصغر كالنقش على الحجر، وقد أثبتت الدراسات المعاصرة أن حفظ القرآن الكريم في المراحل الأولية من التعليم من أهم أدوات تنمية الذكاء لدى الأطفال، وله أثر ايجابي على ملكات، ومهارات مهمة يحتاجها التلاميذ، فهو ينمي التفكير العلمي لدى الطفل، وينشط عقله وقدراته الذهنية، ويعطيه ملكة في الحفظ وقوة في الذاكرة، ويسهم بدوره في التنشئة الكاملة له منذ عهد طفولته المبكرة، ذلك أن القرآن الكريم دعوة للتفكر، والتأمل، والتعقل، والتدبر، والابتكار، والذكاء، وقد أثبتت بعض الدراسات لأساتذة في علم النفس أن حفظ القرآن الكريم وإدراك معانيه ومعرفتها معرفة كاملة يوصل الصغير إلى مرحلة من الذكاء، وبدرجات مرتفعة وغالبية كبار علماء المسلمين وأدبائهم حفظوا القرآن الكريم منذ الصغر.
كما أن حفظ القرآن الكريم في مقتبل العمر، ومطلع الشباب تأس بالسلف الصالح، وسير على جادتهم، وطريقهم، وسلوك لهديهم، فقد كانوا يبدؤون بحفظ القرآن الكريم قبل سائر العلوم، ويعتنون به قبل بقية الفنون، وما أن تقرأ في ترجمة أحد أهل العلم الا وترى في سيرته أنه حفظ القرآن ثم ابتدأ في طلب العلم، فقد كانوا - رحمهم الله تعالى - يحرصون على تعليم ابنائهم القرآن في سن مبكرة لانه أدعى للحفظ والفهم والإتقان، وقد بوب البخاري في صحيحه (باب تعليم الصبيان القرآن) وكان من شروطهم في طلب العلم تعلم القرآن الكريم وحفظه اولاً، يقول الإمام النووي (كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا لمن حفظ القرآن) ويدل على هذا قول الوليد بن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فينا حدثاً قال: يا غلام قرأت القرآن؟ فإن قال نعم، قال: اقرأ، وإن قال: لا، قال : اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: وأما طلب حفظ القرآن الكريم فهو مقدم على كثير مما يسميه الناس علماً: وهو أصل علوم الدين، وقال ابن عبد البر: القرآن اصل العلم فمن حفظه قبل بلوغه ثم فرغ إلى ما يستعين به على فهمه من لسان العرب كان له عوناً كبيراً على مراده منه، وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في قصيدته النونية:
|