معالي وزير الشؤون الاجتماعية
الدكتور علي بن إبراهيم النملة -حفظه الله-
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإن التكافل الاجتماعي من المقاصد العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف يتمثل في شيئين.. الأول: الزكاة في الأموال الثابتة والمنقولة وفق قواعد وآليات معروفة في الفقه الشرعي، الثاني: الحث على البر والصدقة وفعل الخير وهو باب واسع وحيوي، وكثير من المشروعات الخيرية إنما قامت مما يرد من هذا الباب.
ولا شك أن العمل الخيري يتعرض في الآونة الأخيرة لهجمة شرسة معروفة مقاصدها وأهدافها ونحن ندرك أن غالب ما طرح في هذا الجانب مجانب للصواب إلا أنهم يقتاتون على أخطاء البعض منا وحسن نواياهم وضعف التنظيم والقصور في جوانب المتابعة والمحاسبة والتدقيق والتوثيق.
ومما اكتشف أن الفئة الباغية استغلت طيبة الناس والخلل في جمع التبرعات لعدد من الجهات الخيرية فزورت صناديق تحمل اسمها ووقفت بها تستدر عطف الناس وتجمع أموالهم باسم الخير وهي تدخرها في الحقيقة لتدمير البلد ومنجزاته الحضارية، وقد أوصد هذا الباب ولله الحمد لكن الملحوظ أن هناك باباً آخر لا يزال مفتوحاً على مصراعيه ومؤذياً للأبصار والصدور وهو هؤلاء المتسولون الذين يملأون كل مكان.. الأسواق والمساجد والطرقات بل والقطاعات الحكومية والأهلية وعند أبواب ذوي اليسار.
إننا ندرك جيداً أن أغلب هؤلاء غير مستحقين وإنما هم عصابات تطلب الثراء بأقصر الطرق وأقلها كلفة، لكن لنحذر فلا يبعد أن يكون الإرهابيون قد دخلوا هذا الباب يجمعون من خلاله الأموال لتمويل عملياتهم التخريبية.
وهنا يحق لنا أن نسأل أين دور مكافحة التسول أليست هي الجهة المعنية بهذا الأمر؟
للأسف يا معالي الوزير إنها لم تقم به كما ينبغي ولو على الحد الأدنى وليس لديها آلية واضحة في التعامل مع المتسولين ولم تبذل جهداً وافياً في التعاون مع المبلغين ولا مع جمعيات البر لإلحاق المستحقين من المتسولين ببرامجها.
ليست المشكلة في قلة الموظفين، ولكنها في الحقيقة في عدم وجود الرغبة والجدية في القيام بالعمل الصحيح من كثير منهم، وضعف المتابعة وانعدام المساءلة.
ندرك جيداً جدية معاليكم في معالجة جوانب القصور في القطاعات التابعة لوزاتكم الموقرة وندرك تشعب المسؤوليات ولكن الأمر يا معالي الوزير خطير ولا يحتمل التسويف ولا التبرير.
ولعل من أولى الخطوات الجادة في معالجة هذا الأمر إعداد مشروع مبسط مع آليات واقعية لمكافحة هذا الداء المضر، ومد جسور التعاون مع الجهات المعنية، وتوعية المواطنين بضرورة الحذر من هذه الفئات المجهولة التي لا يعلم حالها عن طريق وسائل الإعلام عبر رسائل إعلامية مدروسة موثقة مع إجراء دراسات مسحية على هؤلاء المتسولين وتحليلها نفسياً واجتماعياً وتربوياً وانعكاساتها على أولادهم والمحيطين بهم ومن ثم المجتمع.. وفقك الله وأعانكم على فعل الخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابن الوطن |