من المحزن جداً وأنت تتحول ببصرك هنا وهناك أن تقع عيناك على كتابات ورموز على جدران المنازل والمدارس والدوائر الحكومية بل والمساجد وبعض تلك الكتابات فيها السب والشتم والسخرية بل وبعض الرسومات التي تخدش الحياء. وإن هذا المظهر غير الحضاري ليدل في مجمله على خلل ما في هذا المجتمع إما بالتعاطي مع هذا المظهر وإما في تشجيعه، وإنه يتطلب منا بذل السبب المعين على القضاء عليه من خلال الحرص على تنشئة الأبناء التنشئة الإسلامية الحسنة من قبل الأسرة وقيام المدرسة بواجبها في التحذير من ذلك وبيان أضراره وخصوصاً المعلم، فقد يقبل الطالب من معلمه ما لا يقبله من غيره.. وتقوم المدرسة بحملة للقضاء على تلك الظاهرة المشينة بالطمس وغيره يشارك فيها الطلاب أنفسهم حتى يحس الطالب أن محاربة ذلك مسؤولية الجميع علاوة على محاولة إيجاد موضوع عن تلك الظاهرة في مناهج التعليم كالقراءة مثلاً أو التعبير أو الوطنية.. ويؤخذ الموضوع بكافة جوانبه يبين فيه الأضرار وأن ذلك العمل لا يليق بالشاب المسلم. ويدعم ذلك قيام خطباء الجمعة بالحديث عن هذا الموضوع حتى يتبين للشباب خطورة ذلك العمل وأهميته إذا كان سيخصص له خطبة كاملة مع أهمية الخطبة في الإسلام ومكانتها.
ولا ننسى أهمية قيام وسائل الإعلام بواجبها تجاه التحذير من ذلك العمل وبيان أضراره وإعداد الحلقات والموضوعات والندوات من أجل ذلك سواءً ما كان منها مرئي أو مسموع أو مقروء.
مع محاولة إدخال هذا الموضوع ضمن برامج مكاتب الدعوة والإرشاد حيث أن محاربة ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا يخفى مدى أضراره سواءً على المتضرر من الكتابة مثل صاحب المنزل أو المشار إليه بالكتابة من السب وغيره أو الذي قام بالكتابة وما يقترفه من المعصية. وإصدار النشرات والمطويات التي تتناول هذا الموضوع وتحذر منه وتوزع في المدارس والمجمعات العامة.
وبيان الحكم الشرعي لبيان مدى حرمته وأضراره على الفرد والمجتمع. فالكثير من أولئك الذين يزاولون ذلك العمل المشين يجهلون حرمته وقد تلامس تلك الفتوى قلب غافل فتوقظه.. ويتم توزيعها حسب المصلحة.
كما ينبغي عدم اهمال الجانب المرئي من خلال إصدار الأشرطة وأفلام الفيديو التي تعالج ذلك الموضوع.. ويراعى فيها أن تلائم وضعية الشاب قيام الجهات ذات العلاقة بواجبها كل في اختصاصه بمحاربة هذه الظاهرة والمشكلة كالجمعيات الخيرية مثلاً.. ومثال ذلك جمعية تحفيظ القرآن الكريم مع طلابها.. وبعض الدوائر الحكومية كالشرطة وهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وضبط من يزاول ذلك العمل وتوجيهه في المرة الأولى ومحاولة إجراء العقاب الرادع تجاهه إذا تكرر منه ولا يتساهل في ذلك حتى يصبح قدوة لغيره فإذا أجري عليه التوقيف أو السجن وعلم بذلك غيره ارتدع فالحدود الشرعية مثلاً فيها ألم للواقعة عليه إلا أن فيها رحمة وحياء لغيره ومثله هذا الذي يزاول هذا العمل المشين، وأيضاً من الدوائر الحكومية البلديات بان تقوم بإزالة ما تراه من الكتابات لعل ذلك يزول شيئاً فشيئاً حتى يزول ويضمحل من القلوب والعيون.
وبالجملة متى ما قام البيت والأسرة والمدرسة والمجتمع كل حسب اختصاصه ومسؤولياته والأمانة الملقاة على عاتقه استطعنا القضاء أو الحد من ذلك العمل المشين.
سدد الله الخطى وبارك في الجهود وأحسن القصد إنه سميع مجيب.
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بمحافظة البدائع |