* نيويورك -طارق عبدالغفار - أ.ش.أ:
واصلت واشنطن اعتمادها على استيراد النفط من الخارج وتنافسها الشرس مع العديد من القوى الاقتصادية كالصين واليابان لضمان الحصول على نصيب الأسد من المعروض النفطي بالسوق العالمية رغم احتياطياتها النفطية الضخمة وسط رفض وزارة الطاقة الأمريكية طرح المزيد من المعروض النفطي بالسوق الأمريكية لتقليل الاعتماد على استيراد النفط حال ارتفاع الأسعار بالسوق الدولية متذرعة بان الاحتياطي النفطي لا ينبغي استخدامة إلا في أوقات الطوارئ.
ويرى محللون أمريكيون ان مواصلة واشنطن استيراد النفط بكميات كبيرة من مناطق تعاني من الصراعات والتوترات كالشرق الاوسط يعكس اخفاقا واضحا من جانب الادارات الأمريكية المتعاقبة في تحقيق الاستقلال النفطي.
وتشير الاحصائيات إلى ان انتاج النفط بالولايات المتحدة تراجع بنحو خمسة في المائة رغم المخاوف من ارتفاع أسعار النفط بالاسواق الدولية خلال الاشهر القليلة المقبلة، وبلغ حجم انتاج النفط الأمريكي 5.43 ملايين برميل يوميا في بداية يوليو الحالي مقارنة بنحو5.70 ملايين برميل في فبراير الماضي، ويبلغ إجمالي النفط الذي تستورده الولايات المتحدة من الخارج حوالي 20 مليون برميل يوميا وفي الوقت الذي يستهلك فيه الانتاج المحلي بالكامل داخل السوق الأمريكية، ويقل انتاج الولايات المتحدة النفطي خلال شهر الصيف حيث يتم صيانة واصلاح تجهيزات البنية النفطية الأمريكية.
ويرى خبير النفط بول روبرتس ان العالم سوف يشهد حروبا خفية خلال السنوات القليلة المقبلة بين الدول المصدرة والدول المستوردة للطاقة، وان الصراع على النفط اشتد في العديد من المناطق.. فاليابان والصين تتنافسان للحصول على نصيب كبير من نفط حقول سيبيريا الروسية بينما تسعى حكومات وشركات أوروبية وأمريكية وصينية لزيادة نصيبها من حقول نفط منطقة بحر قزوين ولاسيما الحقول الكبيرة بكازاخستان وأذربيجان.
وفي القارة الافريقية تعكف الولايات المتحدة حاليا على إقامة شبكة واسعة من القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية لضمان مصالح شركاتها في حقول النفط بالعديد من الدول كنيجيريا وتشاد والكاميرون وساوتومي واعاقة وصول أية شركات صينية أو أوروبية لتلك المناطق.
ويرى خبراء نفط أمريكيون ان الاحتياطيات النفطية لشركات النفط الأمريكية ارتفعت بصورة ملحوظة خلال الأعوام الستة الماضية رغم تحذيرات العديد من مؤسسات النفط الأمريكية والأوروبية ان الاحتياطيات النفطية العالمية تتراجع بصورة مستمرة حيث تشير التقديرات إلى ان كل برميلين نفط يستهلكان عالميا يقابله برميل واحد زيادة في الاحتياطي فقط، ووفقا للاحصائيات ارتفعت احتياطيات النفط والغاز بشركة شيفرين تكساكو- أكبر شركة نفط أمريكية- بأكثر من مليون برميل (حوالي 14 في المائة) خلال الاعوام الستة الماضية.
وشهد انتاج شيفرين تكساكو النفطي تراجعا عاما بعد عام خلال تلك الفترة بلغ حجمه 15 في المائة رغم ارتفاع احتياطياتها النفطية وتزايد معدلات النفط داخل الولايات المتحدة، وتمتلك الشركات الأمريكية الاربع الكبرى حوالي أربعة في المائة من الاحتياطيات النفطية الدولية وترى شركات امريكية ان تخفيض الانتاج لن يستمر طويلا نظرا لتزايد معدل الطلب ووجود مشروعات ضخمة على المستوى الدولي.
ويشدد الديموقراطيون على ضرورة صياغة استراتيجية مستقلة لتوفير النفط من منطلق أمرين أساسيين: الأول المخاطر الناجمة عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط على الاقتصاد الأمريكي.. والثاني ضرورة عدم الاعتماد كلية على النفط القادم من منطقة الشرق الأوسط نظرا لتأثر امدادات النفط بالتوتر وعدم الاستقرار بتلك المنطقة التي يأتي منها 54 في المائة من صادرات النفط بالسوق العالمية.
وأوضح الديموقراطيون ان كميات النفط التي تشتريها إدارة بوش لزيادة احتياطياتها النفطية ينبغى طرحها بالسوق الأمريكية لضمان استقرار أسعار الطاقة بالسوق المحلية التي تتسبب في ارتفاع أسعار السلع وزيادة التضخم.
|