* صنعاء - عبد المنعم الجابري - الوكالات:
سوّى انفجار هائل، لم تعرف أسبابه، عمارة سكنية في شمال اليمن بالأرض مخلفاً 16 قتيلاً وعدداً من الجرحى إلى جانب إحداث تدمير كبير في المباني والممتلكات القريبة من الموقع، في وقت أصدر فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمراً بوقف ملاحقة المطلوب حسين الحوثي الذي يقود تمرداً، مشيراً إلى اتخاذ إجراءات من شأنها ضمان استسلامه.
ولقي ما لا يقل عن 16 شخصاً مصرعهم وأصيب أربعة آخرون بجروح عندما دمر انفجار قوي بناية سكنية في شمال اليمن - كما أفادت الشرطة أمس الخميس.
ولم يعرف على الفور سبب الانفجار الذي وقع في مدينة حبابة في محافظة عمران التابعة لمديرية تلا في اليمن الشمالية في وقت متأخر من مساء الأربعاء.
وقال مسئولون في الشرطة: إن الانفجار أدى إلى تدمير البناية ذات الأدوار الثلاثة تدميرا كاملا وألحق أضرارا بمبان مجاورة كما ادى إلى تدمير وإتلاف سيارات.
وأضافوا أنهم يعتقدون أن مالك العمارة ويدعى يحيى علي سهيل كان يخزن كمية كبيرة من متفجرات تي. إن. تي محلية الصنع في الطابق السفلي للمبنى.
وذكر المسئولون أن فرق الانقاذ أخرجوا حتى صباح أمس 16 جثة من تحت الأنقاض كما تم نقل أربعة جرحى إلى المستشفى، وقال أحد مسئولي الشرطة: عملية الانقاذ مستمرة، ونبحث عن شخصين.
ومن جانب آخر أفادت صحيفة رسمية يمنية أمس الخميس بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمر بوقف العمليات ضد المتمردين من أتباع حسين بدر الدين الحوثي لإعطائه (فرصة أخرى وأخيرة) لتسليم نفسه للسلطات.
وقالت صحيفة (26 سبتمبر) الصادرة عن وزارة الدفاع اليمنية: إن صالح أصدر توجيهاته إلى قيادة وزارة الدفاع بإيقاف العمليات في منطقة مرّان في مديرية حيدان في محافظة صعدة؛ وذلك لإتاحة الفرصة أمام المساعي التي طلب عدد من العلماء والنواب من أبناء المحافظة القيام بها لإقناع الحوثي بتسليم نفسه.
وأضافت أن العلماء والنواب وعلى رأسهم (العلامة الحجة محمد محمد المنصور) سيحاولون إقناع الحوثي بتسليم نفسه إلى الأخ اللواء محمد علي القاسمي رئيس هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الموجود في المنطقة والذي سيقوم بدوره بتسليم الحوثي إلى العدالة لتأخذ مجراها.
وكان الرئيس اليمني قد اتهم (قوى خارجية) يوم السبت الماضي بالوقوف وراء التمرد الذي يقوده الحوثي في شمال البلاد وأسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 200 شخص من بينهم ما يربو على 40 جنديا - وفقاً لتقديرات رسمية.
وتخوض قوات عسكرية يمنية منذ 21 حزيران - يونيو الماضي معارك مع أنصار الحوثي المسلحين في منطقة مران الوعرة في محافظة صعدة الشمالية على بعد 250 كيلو مترا تقريبا شمال العاصمة صنعاء.
وقال صالح في لقاء مع أعضاء مجلس الشعب السابق، الذي انتخبه رئيسا للبلاد في تموز - يوليو عام 1978م: أوجه اتهامي مباشرة إلى قوى خارجية وما هذا (الحوثي) إلا أداة من أدوات القوى الخارجية.
وذكرت صحيفة (26 سبتمبر) أن وقف العمليات يأتي استجابة من القيادة السياسية لهذا المسعى الجديد والأخير ليضاف إلى سلسلة المساعي السابقة التي سبق أن بذلتها القيادة خلال الفترة المتاحة في إطار حرصها على تجنب إراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح سواء من المواطنين من أهالي مرّان وغيرهم أو من أفراد القوات المسلحة والأمن نتيجة الفتنة التي أشعلها الحوثي وألحق من خلالها الضرر بالجميع.
وأضافت أن القرار يتيح أمام الحوثي فرصة أخرى وأخيرة ليسلّم نفسه للعدالة وبما يكفل إيقاف نزيف الدم والالتزام بالدستور والنظام والقانون.
وتتهم السلطات اليمنية الحوثي، وهو عضو سابق في البرلمان وأحد علماء الطائفة الشيعية التي تتبع المذهب الزيدي في اليمن، بقيادة تمرد مسلح والتحريض على الشغب بتنظيم مظاهرات.
|