* واشنطن - (أ.ف.ب):
قال مسؤولون أمريكيون ليل الأربعاء- الخميس إن تقرير لجنة التحقيق في اعتداءات الحادي عشر من أيلول- سبتمبر يعفي إلى حد كبير الرئيسين جورج بوش وبيل كلينتون من مسؤولية عدم إحباط الاعتداءات قبل وقوعها.
وبدلاً من توجيه انتقادات للرئيسين، أكدت اللجنة في تقريرها أن إرهابيي تنظيم القاعدة استغلوا بدقة كل الثغرات المؤسساتية المهمة داخل حكومتنا لتنفيذ الاعتداءات التي لم يكن من الممكن إفشالها على الأرجح.
وقال المسؤولون إن خاطفي الطائرات الذين نفذوا الاعتداءات أمضوا وقتهم في إجراء اختبارات على الرحلات الجوية الداخلية لدراسة كيفية عمل أبواب قمرة القيادة في الطائرة وعبور أجهزة المراقبة الأمنية في المطارات.
ورداً على سؤالٍ حول نقطة محددة قد تشكل مفاجأة في التقرير، قال هؤلاء المسؤولون إنه لا يلقي اللوم على شخص محدد أو يشير إلى حادث معين لكنه في الواقع يحدد الثغرات الإدارية التي اتسعت على مر الزمن.
ويؤكد التقرير أن كلاً من بوش وكلينتون لم يستهن بالتهديد الذي يشكله زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن و(شعر فعلياً بالقلق) للخطر الذي يمثله على المصالح الأمريكية.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أن التقرير يعدد الفرص التي تمت إضاعتها ومن بينها تحاليل أعدت بشكل سيئ وعمليات أفرطت الاستخبارات في دراسة جوانبها الدقيقة.
وأكد التقرير أن الإرهابيين كانوا يعرفون كيف يمكنهم وضع قطع معدنية في حقائبهم بطريقة لا يمكن كشفها وان جوازات سفرهم يجب ألا تتضمن تأشيرات دخول إلى أفغانستان.
وأكد أحد هؤلاء المسؤولين أن واحدة من الفرص التي فوتتها السلطات الأمريكية فشلها في الربط بين الفرنسي زكريا موسوي الذي اعتقل في الولايات المتحدة في صيف 2001 وشبكة أوسع.
وأكد مسؤول آخر أن الإجراءات العديدة المطبقة في الولايات المتحدة لحماية الحريات الفردية منعت أجهزة الأمن من جمع المعلومات.
وقال مسؤول إن عوامل عديدة تغطي سنوات عدة وإدارات عدة ساهمت في هذا الفشل الذي جاء بسبب عدم تقاسم المعلومات بين مختلف الوكالات الأمريكية لأسباب قانونية وسياسية في آن واحد.
وتابعت المصادر نفسها أن التقرير يشير إلى (اتصالات تثير القلق) بين القاعدة والرئيس العراقي السابق صدام حسين لكنه يؤكد أنه لم يكن هناك تعاون بين الجانبين في هذه الاعتداءات.
وأكد أحد المسؤولين أن التقرير يشير بشكل غير واضح إلى الدور الذي قد تكون إيران لعبته في الاعتداءات وعبور بعض الخاطفين لأراضيها، لكنه يؤكد أنه ليس هناك أدلة تثبت أن إيران كانت على علم بأن اعتداءات تدبر.
كما يرى التقرير أنه ليس هناك دليل يثبت أن الذين عبروا الأراضي الإيرانية كانوا على علم بالأدوار التي سيقومون بها في اعتداءات 11 أيلول- سبتمبر.
من جهة أخرى، رأى زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ بيل فريست أن التقرير النهائي للجنة سيشكل دعوة كبيرة إلى إدخال إصلاحات.
وقال فريست في ختام اجتماع مغلق استمر تسعين دقيقة مع ثلاثة من أعضاء اللجنة المستقلة بينهم رئيسها الجمهوري توم كين ونائبه الديموقراطي لي هاملتون، قال فريست إن المناقشات تناولت ثلاث قضايا من بينها إحداث منصب مدير عام للاستخبارات الذي يبدو أمراً أساسياً في توصيات اللجنة.
وأضاف أن اللقاء تناول إقامة مركز لمكافحة الإرهاب ودمجه في العمليات الحالية لجمع المعلومات وإشراف الكونغرس على نشاطات وكالات الاستخبارات.
|