* رام الله - نائل نخلة:
بحثت المحكمة العسكرية في عوفر أمس خلال جلستها قضية القسام مروان البرغوثي (18 عاما) الذي يواجه أمامها عدة تهم أمنية، أهمها حيازة وإلقاء قنابل يدوية على الجيش الإسرائيلي.
واستمعت المحكمة في الجلسة إلى أحد شهود النيابة وهو محقق شرطي. وكانت المحكمة قد أمرت النيابة العامة في وقت سابق بتقديم ما يسمى سجل أحداث اليوم الذي ينسب فيه إلى القسام البرغوثي القيام بعمليات ومشاركته في إلقاء القنابل اليدوية على مركبات الجيش الإسرائيلي.
مماطلة دون جدوى
وقال المحامي جواد بولص الذي يتولى الدفاع عن القسام إنه بعد كل هذه المماطلة لم تقدم النيابة هذا السجل، علماً بأنها أفادت أنه حسب السجلات لا وجود لواقعة إلقاء قنابل على الجيش؛ مما دفع بالقاضي إلى أن يصدر أمرا آخر يشير فيه إلى أنه في الجلسة الماضية 6-7 كان قد طالب النيابة العسكرية بوجوب تقديم هذا السجل لأهميته ولإمكانية إلقائه ضوءاً ساطعاً على ما نسب للقسام في لائحة الاتهام.
تأجيل الجلسة إلى 1-8-2004
وتابع يقول: إنه نتيجة لذلك فقد أجلت الجلسة إلى تاريخ 1-8-2004 من أجل قيام النيابة بتزويد محامي الدفاع (بولص) بهذا السجل لضرورته. هذا وقد وافق القاضي على الإفادة التي كان قد أعطاها الشاهد الوحيد بخط يده باللغة العربية، وذلك بعد أن أخفتها النيابة العامة عدة أشهر، وتبين أن هذه الإفادة لا تتطرق إلى القسام لا من قريب ولا من بعيد.
شهادة القسام في الجلسة المقبلة
وقال بولص إنه في الجلسة المقبلة سيتم سماع شهادة القسام التي ينكر فيها جميع التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلاً. وقد حضر جلسة المحكمة أمس المحامية فدوى البرغوثي والدة القسام، علما بأنه رغم كونها محامية عاملة وتحمل بطاقة نقابة محامي فلسطين تصر المحكمة على معاملتها كواحدة من أهالي المعتقلين وتتصرف معها على هذا الأساس غير معترفة بها كمحامية وتمنعها من إمكانية الاقتراب والوقوف بجانب القسام في مكان الأسرى وعدم الحديث معه كما يسمح للمحامين.
يذكر أن القسام البرغوثي طالب يدرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة وكان اعتقل لدى عودته من مصر لقضاء إجازة في الوطن بتاريخ 24-12-2003. ووجهت له سلطات الجيش هذه التهم علما بأنه غادر الوطن للالتحاق بالجامعة دون أن يتعرض له أحد لدى مغادرته وبعد أشهر من مكوثه في العاصمة المصرية وعودته في زيارة عادية للأهل تم اعتقاله.
معنويات القسام عالية
وعن معنويات القسام في معتقل عوفر قالت فدوى البرغوثي: عندما زرت القسام بعد 24 ساعة من اعتقاله كمحامية قال لي ما زاد في شجاعتي وافتخاري به: يا أمي أنا سافرت وشعرت بالاعتزاز عندما لمست مدى احترام الناس لي بسبب الصورة النضالية المشرقة لوالدي وسمعته العطرة ودفاعه عن قضايا شعبه، ولهذا الأمر ثمن يا أمي، عليّ أن أسدده.
قلت له: قبل ذلك ارفع رأسك يا ولدي، فوجدته مرفوع الرأس أكثر مما تصورت، أكثر من توقعاتي بابني، وأضافت: إن القسام الآن يدرّس الإنجليزية في السجن للمعتقلين وهو يتعلم اللغة العبرية الآن وبسرعة. لقد تربى تربية وطنية سليمة، هذا هو نجل مروان البرغوثي، الشباب في سن القسام يواجهون مشاكل عاطفية، وابني يواجه في هذه السن احتلالاً قاسياً، أنا فخورة ب(القسام).
|