في الأفق بعيداً وإلى ما لا نهاية
في مقر الأصداء، وفي خضم الذكريات يلوح الطيف، ويتراءى السراب
... تنجلي الذكرى، وتتموج الألوان
بين ماض حاضر، وحاضر لم توافقه الرؤى
... بين الشوق والحنين، واليأس والضنون
... يوم ضاع اليقين، واستقر الوهم في مأرب الحال وأروقة الخيال
وقت معركة اللا وعي، وعند الشاطئ اللا بعيد، وعلى مركب الأحزان
... في دروب متموجة، وأجواء رنانة
اختلط فيها وقع الأجراس بدبيب النمل، وصفير النواعير بخرير
المياه
في مزيج من الإحباط والنشوة،،،
حين بدت الشمس كمن يقاوم الغروب، وبدا الضياء كمن أراد
الهروب
في ماض سحيق.... سحيق.... سحيق
حيث ظلال الذكرى ومرفأ الأحزان
وقتذاك وبينما أصارع البقاء وأجادل الفناء،،، لاحت بوادر الذكرى
لكن على بصيص من أمل وكثير من وجل
انقلب الموقد، واستحال الموقف، وظللت أتمسك بالأمواج طلباً لغوث مغيث..
فلا أنا بالميت لأشهد العزاة
فيحيوا لي ذكرى الشهيد تحت براثن الزمن
ولا أنا بمن وثب إلى آلة النجاة، ليلج مغارة النسيان ويرقب عثرات حظه
نار ونور، حروب وبحور
تلتقي لتصنع جرحا، وتبعث من أعماق الزمن صرخة آهـ
تتلاشى شيئاً فشيئاً
في الأفق البعيد إلى
ما لا نهاية
|