أخيراً، أظهرت الولايات المتحدة قدراً من العقلانية في تعاملها مع الملف الإيراني، وعملت على تهدئة التصعيد وإعادة الأمور إلى طبيعتها مع الحكومة الإيرانية، فعمدت إلى كبح جماح الحملات الإعلامية التي ينظِّمها اللوبي اليهودي ضد إيران، وبصفة خاصة ضد مفاعل بوشهر.
وأشارت التقارير الصحفية الصادرة من واشنطن إلى أن أمريكا ارتأت أن التصعيد في هذه الآونة مع إيران سوف يزيد من تعقيد الأمور في الشرق الأوسط، باعتبار إيران دولة إقليمية بالمنطقة لها تأثيرها الكبير على مجريات الأحداث. ولا يخفى على الإدارة الأمريكية أن إيران تلعب حالياً دوراً كبيراً في الشأن العراقي، وأي تصعيد معها سيجعلها تُأجِّج من فعاليات المقاومة ضد الوجود الأمريكي بالعراق.. كما أن التصعيد سيُعقِّد من تطبيق سياسة واشنطن الخارجية في الشرق الأوسط بعد طرح مشروعها (الشرق الأوسط الكبير).. كما أنه سيقلِّص من تدخُّلات واشنطن لدى روسيا بالضغط عليها لتأجيل أو إلغاء تعاونها النووي مع إيران وبرنامجها النووي.
غير أن واشنطن مطالبة في نفس الوقت بكبح جماح التهور الإسرائيلي الذي يريد ضرب المفاعل النووي الإيراني ولجمه حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه في التدهور الأمني على الجبهة السورية اللبنانية مع إسرائيل.
عودة أمريكا لتعاملها العقلاني مع دول المنطقة أمر جدير بالتسجيل والإشارة إليه.. فأهلاً بهذا التغيير!
|