في مثل هذا اليوم من عام 1987، في منعطف تاريخي مهم، أعرب الزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف عن رغبته في التفاوض حول حظر نشر الصواريخ النووية متوسطة المدى دون شروط مسبقة. وقد مهد قرار جورباتشوف الطريق أمام توقيع اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية متوسطة المدى مع الولايات المتحدة. ومنذ أن جاء إلى السلطة عام 1985، أوضح جورباتشوف أنه يسعى إلى إقامة علاقات أقل توتراً مع الولايات المتحدة. أما نظيره الأمريكي، الرئيس رونالد ريجان، فقد كان عدواً لدوداً للشيوعية وكانت تساوره شكوك عميقة بشأن مدى صدق جورباتشوف في ذلك.
وبعد اجتماعه مع جورباتشوف في نوفمبر 1985 تولدت لدى ريجان قناعة بأنه يمكن إحراز تقدم في عدد من القضايا من بينها قضية الحد من انتشار الصواريخ النووية متوسطة المدى والتي يضعها الجانبان في أوروبا وفي أماكن أخرى حول العالم.
وفي أواخر عام 1986 بدا أن الدولتين قريبتان من التوقيع على اتفاقية للتخلص من أسلحتهما النووية المنتشرة في أوروبا.
ومع ذلك تعرقلت المفاوضات حينما طلب جورباتشوف أن يكون التخلص من هذه الأسلحة مصحوباً بامتناع الولايات المتحدة عن تطوير مبادرة الدفاع الاستراتيجي المعروفة باسم (حرب النجوم).
وقد توقفت المباحثات على الفور حينما تبادل ريجان وجورباتشوف الاتهامات بسوء النية.
وفي الثاني والعشرين من يوليو أعلن جورباتشوف على نحو مفاجئ أنه على استعداد لمناقشة قضية التخلص من الصواريخ متوسطة المدى على مستوى العالم دون شروط مسبقة. ومن خلال التخلي عن اعتراضه على مبادرة الدفاع الاستراتيجي، التي كانت تمثل مشروعاً أثيراً لدى ريجان، مهد جورباتشوف الطريق للمفاوضات واتفق مع ريجان على استئناف المباحثات.
وجاء تغيير رأي جورباتشوف بسبب عدد من العوامل..
فقد كان بلده يعاني من مشاكل اقتصادية طاحنة وأراد أن يقوم بخفض الإنفاق العسكري.
بالإضافة إلى ذلك فإن حركة مناهضة انتشار الأسلحة النووية المنتشرة في أوروبا كانت تحول دون إقامة علاقات دبلوماسية مع فرنسا وبريطانيا العظمى ودول أوروبية غربية أخرى.
وفي النهاية بدا أن جورباتشوف كانت لديه ثقة شخصية في ريجان وكانت هذه الثقة متبادلة.
وفي ديسمبر من عام 1987 خلال القمة التي عقدت في واشنطن قام الزعيمان بتوقيع اتفاقية حظر انتشار الصواريخ النووية متوسطة المدى.
|