Thursday 22nd July,200411620العددالخميس 5 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

أبتاه: عُد لي ضاحكاً مسروراً..! أبتاه: عُد لي ضاحكاً مسروراً..!

الأستاذ عبدالرحمن السماري سطَّر بيراعه زفرة حرّى.. في يوم الاثنين 24- 5-1425هـ حينما كتب في زاويته عن اهمال الآباء لأبنائهم.. آثرت ان اشاركه الرأي واحمل معه مشعل المشاركة.
ايها الأب الرحيم.. يا ذا القلب الرؤوم.. اتحسب أن مهمتك في الحياة ان تنجب الولد - فحسب - كلا يا رعاك الله.. إن كان الأمر كما تظن فها هي البهائم بأسرها تنجب الولد.. فهل يحق لك ان تشابهها في كل شيء.. ان الواجب المنوط بك هو ان تربي اولادك.. وتهذب سلوكهم.. وتقوِّم طباعهم ما لي أراك بعيداً عن سنَّة المصطفى التي يقول فيها:( ما من راع يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إ لا حرم الله عليه الجنة) او ما قرأت ايضا( والأب راع في بيته ومسؤول عن رعيته) كأني بك وأنت غافل سادر تضحك مع اصحابك.. وتطوف البلاد شرقاً وغرباً.. واولادك المساكين في غيهم يعمهون.. وفي ضياعهم يتقلبون.. يخجلون لانك اباً لهم.. وتكتنفهم العبرات قبل العبارات حينما يرون صديقهم يصطحبه والده.. او ان جيرانهم ووالده يمسح على رأسه ويقبله، شتان بين صنيعك.. وفعال غيرك.. كيف قسا قلبك.. كيف اظلمت نفسك.. لتجعل فلذات اكبادك بصحبة سائقهم الموقر.. وانت بشحمك ولحمك رفعت يديك عنهم وكأن مهمتك انتهت حين ولادتهم.. وانبثاق نورهم على أرض الحياة.. وكأني بك وانا أراك محوقلاً مسترجعا.. تندب حظك العاثر جراء أفعال ابنك المراهق.. وتقول :انه يعصى أمرك.. ويمتنع عن طاعتك.. كأني بك تسيل دموعك.. وتقول: واأسفا على ابني.. وأخال ان عينيك ابيضتا من الحزن والكمد واشتعل حجر الغضا بين اضلعك.. وطار السهاد من عينك.. وأراك تتقلب في فراشك وكأن به شوكاً يقشب انك حقاً مخطئ انك مقصِّر بحق ابنائك وفلذات كبدك.. ان التربية ليست حينما تبدأ المراهقة.. بل انها منذ اللحظات الأولى للانسان.. قد تتعجب من صحابة رسولنا الكريم.. وتقول كيف أوى علي بن ابي طالب.. واسامة بن زيد وعبدالله بن الزبير مع حداثة سنهم لم نرلهم صبوه.. ولم نعهد عنهم كبوة، كيف لا.. ورسولنا الكريم رباهم منذ نعومة اظفارهم فنجده يقول:(يا غلام سم الله.. ونجده يسامر صغيراً ب( ابا عمير ما فعل النغير).ويهتف لاحدهم: قائلاً: احفظ الله يحفظك.. فهل عَّلمت ابناءك هذا النهج ام اراك معرضاً مولياً وبرك جبناً وخورا. ان اتيت لابنائك.. ألجمت افواهم.. وكسرت ظهورهم.. وجهك مقفر معهم.. وضاح باسم مع صحبك وأقرانك. عد الى رشدك.. وخف من ربك.. قبل ان يسعد ابنك بأنه واراك في التراب.. كيف لا وانت لم تضمه بحنان.. ولم تمسح رأسه بشفقة.. ولم تنصحه برفق.. أرجوك أيها الغالي.. عد لابنائك.. وأسعدهم بحياتهم يسعدك الله بعد وفاتك زاوج في تربيتهم بين تربية الروح والبدن.. وشمر عن ساعدي الحب.. وعد الى عشك الذي افتقدوك فيه.. كي تهنأ انفسهم ويقروا بك أبا محباً لابنائه ساهراً لمصالحهم.. واني اذ اطمئنك بأن التعب في تربيتهم سيسلمك لراحة في النهاية وحقاً تعب البداية ينسيه كمال النهاية.. واحذر من اهمال البداية حتى لا تموت قهراً في النهاية.. واياك اياك ان تموت وانت ظالم لابنائك.. معرض عنهم صفحا.. اتعشَّم فيك أن تعود الى رشدك كيف يستظل الولد تحت دوحتك الوارفة.. وتهنأ البنت بجنتك المخضرة.. حينها تطمئن البيوت.. ولا تقوض لها الأطناب.. بل تكون ذات عمادٍ راسخة.. ومبان عالية شاهقة، والله من وراء قصدي وإنما الأعمال بالنيات.

سليمان بن فهد المطلق - بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved