Thursday 22nd July,200411620العددالخميس 5 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مَن ينقذ الطفولة؟ مَن ينقذ الطفولة؟
سلوى أبو مدين

لا أعلم فلأول مرة أشعر أن نبضات قلمي بدأت تتعثر، ولا بد أن أقول: إنها تتلعثم؛ لأن حال قلمي مثل حال لساني، ذلك أنني تعبة من جراء ما أسمع وأشاهد ما تبثه الفضائيات عن أحوال أطفال العالم، وأوجاعهم أعتبرها وجعي، وأنينهم أنيني.
وما تصوره لنا الصحف والفضائيات ينقل أنماطاً حية ليست بحاجة لتسطير مقالة أو قصة عن هؤلاء البؤساء..!
يكفي آلامهم وجوعهم وعطشهم وهم بين أنقاض الموت يصرخون ويستغيثون..!
ولكن مَن يسمع..؟!
إن أطفال العالم يستغيثون.. فهم يعيشون حالة حرب ودمار، وفقدٍ لآبائهم وأمهاتهم، وهم يعيشون من دون مأوى، وتحت قصف الحروب، وزمهرير الشتاء والثلوج، وتحت حرارة الشمس الحارقة في الصيف..!
ولا يزال يستنجد أكثر من خمسة ملايين طفل يحتاجون إلى مد يد العون، منهم اليتامى، والمرضى، والجياع..!
ومنهم مَن يموتون كل لحظة بل كل ثانية.. دون أن نحقق احتياجاتهم.. فقد فقدوا أعز وأغلى ما لديهم، إنه الأمان، وما زال العدد في تزايد، وهم يتحملون فوق احتمالهم..!
من أين أبدأ؟ من فلسطين، مع أطفال غصن الزيتون.. وهم يسقطون كل يوم برصاص العدو الغادر.. بلا رحمة أو ضمير..!
أو من إفريقيا حيث الجوع والعطش وتفشي الأمراض المعدية القاتلة.. أم أطفال العراق حيث الموت يبغتهم من كل مكان.. من أين أبدأ ومن أين أنتهي؟!
مَن يسمع نداءاتهم، ويسمع صرخاتهم..؟!
هناك الكثير منهم ينتظر مَن يواسيه أو يمسح دمعةً انهمرت، ذاك طفل تاه وسط الضباب، وهناك مَن يتضور من الجوع، وتلك ماتت تحت الأنقاض.
وأقول: مَن ينقذ الطفولة؟!
مَن يقدم لهؤلاء الأبرياء العون، مَن يواسيهم في محنهم..؟!
قرأت نداءً لطفلة صغيرة في إحدى الصحف قالت: (احمونا من الجوع والعطش والموت.. نحن بحاجة إليكم)!!
لكن غَدَتْ كلماتهم أحلاماً منسية.. وصادروها.!
ولا مجيب لتلك الصرخات.. وما زال أطفال العالم يتطلعون إلى مَن ينقذ حياتهم البريئة، فهل ستصل صرخاتهم إلى كل ضمير حي ليزرع بسمة، ويمسح دمعة، لتكون بلسماً لأطفال فقدوا غدهم..؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved