ركنٌ تصدعَ للعدا ينهارُ
سقط القناع تبدد الأشرارُ
وجهُ الصمود تكحْلت أجفانُهُ
عزم الأسودِ قواصفٌ وغبارُ
حَبْ الرمال يثور من عبراتهِ
حتى يصب من اللظى هدارُ
هُزم الشرى أمسٌ تغبر وجهَهُ
دحر الحماةُ عتاهة تغتارُ
مد الخضمُ من التموج نفرةً
ومن السواعد أيْنعت أثمارُ
ومن الروافد يستهل قِوامُها
تبعاً يُأجح في الوغى إعصارُ
صف الكرامة قد تحدب نصله
صف الرجال تُحيطه الأقدارُ
في كل منعطفٍ تلوح بشارة
أهل البلاد تداركوا وأشاروا
أمسى الجميع مشيدين حصونها
نبض الشجاعة مدْهُ الأطهارُ
مهد الرسالة والقداسة للدُنا
تبقى شُعاعاً يستطيل منارُ
أُسدٌ تلفف عَزْمَةُ من حولها
في كل ضاحيةٍ بدا أنصارُ
روح العقيدة أوقدت زفراتهم
رقص اللهيب ترنم القيثارُ
نبض الصمود لقد تبدى معقلٌ
ورجال أمنٍ للفدا معيارُ
وقف الحماةُ على ثغور بلادهم
وهم الأُباةُ توحدوا وأناروا
بزغت طلائعُ كي تجسد قوةً
ويشج في رأس الظلام نهارُ
عظمُ النضال وقد تواثب سربه
ركبُ الكتائب يحتويه شعارُ
حب البلاد لقد تملك روحهم
حب يخالط نبضه الإصرارُ
حب تعالى في الصباح صياحه
ليثور في ميدانه ثوارُ
نضِبَ الخمول تحركت عزماتُهم
وتأججت حول الحما أمصارُ
وتعبأت زاد التقى من شرعةٍ
وتلألأت في وجهها الأنوارُ
البغي يهوي مُرِّغت أبواقهُ
وإلى الثرى تربت يداه تبارُ
طي الرياح تطايرت أشلاؤه
صوت الأسود كأنه مزمارُ
الموت يهتف باسم أبطالٍ لنا
الموت يُودي في الثرى دوارُ