في ظل ما تعيشه بلادنا من جهود حثيثة لمحاربة الأفكار المنحرفة التي كان من ثمارها ذلك التفجير والتكفير الذي نسأل الله سبحانه أن يقطع شأفته من بلادنا ومن جميع بلاد الإسلام، يظل العمل الدؤوب والسعي للإصلاح هو الصفة البارزة لجهود بعض المخلصين في هذا البلد المبارك، ولا أزال أتابع ما تقوم به مؤسسة الدعوة الخيرية من جهود مثمرة في هذا الجانب.
إن أفضل سلاح يمكن أن تحارب به هذه الأفكار المنحرفة سواء كانت موجودة الآن أو ستجد على مرور الأيام، أعظم سلاح لمحاربتها هو سلاح العلم الشرعي المؤصل، وكل يتنادى بالعلم ويشدو به، لكني أعني به ذلك العلم الذي يسلك المرء في طريق الوصول إليه ثني الركب عند كبار أهل العلم الذين أمضوا أعمارهم في طلبه وبذله للناس، وهم علماء ما زال بلدنا يحظى بكثير منهم ممن أقرت لهم الأمة بالقبول، هذا المسلك وهو نشر علم هؤلاء العلماء الكبار بين الناس هو المسلك الذي ارتسمته مؤسسة الدعوة الخيرية, ولعل ما تقوم به خلال هذه الأيام من نقل دروس نخبة من كبار علمائنا إلى أماكن متفرِّقة في هذا البلد وخارجه هو نموذج على الجهود التي رسموها لأنفسهم.
لست من أعضاء هذه المؤسسة حتى أتكلم بلسانها لكني فرد من الأفراد قام بزيارتها واطلع على نشاطها وجهود القائمين عليها في حلقة من العمل الدؤوب المنظَّم الذي يسرّ به كل من جرب العمل الخيري خاصة والذي تفتقده كثير من المؤسسات العاملة في العالم اليوم.
جاءت مؤسسة الدعوة الخيرية لتثبت للناس أن الفضاء الذي اعتاده الناس طريقاً لاستقبال القنوات الفضائية هو طريق مفتوح للدعوة إلى الله سبحانه.
جاءت مؤسسة الدعوة الخيرية لتقيم الحجة على كل راغب في العلم الشرعي الصحيح وتوصله إلى بلده دون عناء ومشقة, في وقت كان العالِم لا يستفيد منه إلا أهل بلده والقريبون منه، لكن هنيئاً لمن يسَّر له الطريق فاغتنمه.
جاءت مؤسسة الدعوة الخيرية لتبذل إمكاناتها وجهودها في خدمة علمائنا الكبار في الوقت الذي غفلت فيه غالب المؤسسات التعليمية أو الخيرية عن بذل خدماتها لخدمة هذه الكوكبة المباركة والثلة الباقية منهم.
جاءت مؤسسة الدعوة الخيرية لتبرز للعالم كله أن العلم الشرعي المؤصل صار سهلاً وميسوراً لكل طالب.
جاءت مؤسسة الدعوة الخيرية لتقطع الطريق على تلك الألسنة المفتوحة التي تدعي أن علماءنا بعيدون عن الشباب أو أن الوصول إليهم صعب ومتعسر، فها هم العلماء يصلون إلى كل مناطق المملكة - وهو ما نأمله من القائمين على هذه المؤسسة وهو ما وعدوا به.
مؤسسة الدعوة الخيرية مؤسسة خيرية دعوية على منهج سلف هذه الأمة هدفها نشر العلم الشرعي وهذا ما وجدته خلال زيارتي لهم، فأسأل الله أن يبارك في جهود القائمين عليها وأن يزيدهم توفيقاً وتسديداً.
|