واصلت قوات الأمن مفاجآتها للإرهابيين في أوكارهم؛ لتشتت شملهم، ولتحدث تقلصاً جديداً في قائمة المطلوبين. فالعملية الأخيرة أكدت مرة أخرى أن قوات الأمن تحتفظ بزمام المبادرة وإدارة هذه العمليات باقتدار نجح في ملاحقة الإرهابيين أينما كانوا.
وتأتي العملية ولم يبقَ سوى يومين على انقضاء مهلة العفو الذي قدَّمه خادم الحرمين الشريفين لكي يستفيد منه أفراد الفئة التي حاولت دون جدوى إشاعة عدم الاستقرار والاضطراب في هذه البلاد الآمنة. وبدلاً من الإفادة مما تبقى من المهلة فإن هذه العناصر اعتقدت أنها ستكون بمأمن من الملاحقة والمتابعة إن هي ظلَّت متخفية، وهم بذلك سيفقدون عدة فرص في ذات الوقت بإمعانهم في ضلالهم.
لقد كانت المبادرة التي قدَّمها خادم الحرمين الشريفين مسؤولة وجادة؛ حيث أدَّت إلى استسلام عدة عناصر مطلوبة من داخل وخارج البلاد، ولأنها أكدت مسؤولية الراعي تجاه جميع المواطنين، حتى أؤلئك الذين اختاروا الخروج على ثوابت المجتمع، من أجل أن يعودوا وينقذوا أنفسهم مما تردَّوا فيه من ضلال، فقد قابلها الذين استسلموا بكل التقدير وتقدموا للإفادة منها. وقد أحدثت المبادرة أثراً طيباً وجاءت بنتائج إيجابية على المجتمع ككل وعلى الذين تقدموا وعملوا بمقتضاها، على الأقل من جهة انتشالهم مما هم فيه، وكفِّ الشرور عن المجتمع.
كما جاءت تلك المبادرة وقوات الأمن قد حققت اختراقات موفقة وناجحة في مهمتها ضد عناصر الفئة الضالة من خلال قتل قادتهم واعتقال آخرين. وهكذا فإن الخطوة جاءت من موقع قوة وقدرة متنامية على المواجهة وإحراز نجاحات مقدرة فيها. وكما قال سمو النائب الثاني: إن (العفو لا يصدر إلا من رجال ذوي مروءة.. والعفو دائماً يأتي مع النصر..).
وستظل هذه القدرة على الفعل المؤثر والإنجاز الأمني المتميز، فضلاً عن الاحتفاظ بعنصر المبادرة، أموراً مهمة في هذه الجهود التي تستهدف تأمين الوطن من هذه الشرور، وكل ذلك يرتبط باستشعار واجب المسؤولية التي يعني العمل بمقتضياتها تخيُّر أفضل السبل وأنجعها لتنفيذ الواجبات. وفي إطارها أيضاً تتحدد الخيارات الصحيحة التي هي انعكاس للمبادئ التي يسير على هديها هذا الكيان المتماسك والمتمسك بدينه وقيمه الإسلامية السمحة.
|