نوافذ
اشتروا.. (ليلك)
أميمة الخميس

ليلك.. هو مصنع لصناعة الملابس القطنية والداخلية للسيدات، طاقته الإنتاجية في العام الأول هي (6) ملايين قطعة وستقوم منتجاته بتغطية السوق المحلية ومن ثم سيتوسع إلى الأسواق المجاورة.
ما يهمنا في الموضوع هو أن من يعمل في هذا المصنع هو (90) فتاة سعودية (بحسب خبر جاء في جريدة الشرق الأوسط)، ويسعى خلال السنوات الثلاث المقبلة إلى توظيف نحو (600) فتاة سعودية لإكمال جميع مراحل التشغيل.
أي ستمائة فتاة (من بينهن خريجات جامعيات) سينلن دخلاً اقتصادياً يقيهن شر العوز والحاجة، هناك (600) بيت ستغلق أبوابها على الستر والعفاف واللقمة المطهرة بعرق الجبين، الأموال التي ستدفع كرواتب للفتيات ستبقى هنا وفي الوطن ولن تنحدر في نزيف العمالة الأجنبية.
الفتيات سيرسخن قيمتهن الإنسانية عبر استقلالهن الاقتصادي، وسيجدن آفاقاً أوسع نحو الكمال الإنساني.
برأيي الخاص أن صاحب المصنع (محمد سليمان الباشا) قام بعمل وطني بغاية البطولة، فنحن كثيراً ما نترجم الوطنية عبر ركام من الكلمات وإعلانات الصحف والقصائد الشعبية المهلهلة، دون المضي في خطوات جادة وفاعلة باتجاه تفعيل العاطفة الوطنية، وتحويلها إلى برامج تستطيع أن تخصب الأرض تغرس بها أشجار الانتماء التي تقاوم رمال البطالة وتصحر الفساد.
الجميل في الأمر أن العاملات (بحسب ما جاء في الخبر) أمنت لهن المواصلات، وإجازات مدفوعة وتأمين صحي، جميع هذا يخلق نوعاً من الأمان الوظيفي للعاملة، ويحميها من عوادي الزمان.
المطلوب الآن بعد أن أدى المواطن دوره الوطني بأجمل تجلياته، أن يقدم للعاملة الوعي الوظيفي وتعلم ما هي حقوقها بحسب قانون العمل والعمال، وأن يقر هذا القانون عبر جمعية أهلية مسؤولة عن تطبيقه ومتابعته وحماية حقوق العاملة المهنية، مع مراعاة توفير إجازات للأمومة مدفوعة الأجر وحضانات لائقة تابعة للعمل، لكي تعمل بجو نفسي مرتاح وأطفالها بأيد أمينة.
ولم يبق علينا نحن كمواطنين سوى تشجيع كل ما كتب عليه صنع في السعودية.