إنه لأمر غريب.. استفحل واستوطن ساحتنا الغنائية مؤخراً.. ألا وهو سرقة البعض من الشعراء الغنائيين لأفكار ومواضيع قصائد بعضهم البعض.!
- إن هذه السرقة تتم بعد أن يقوم أحد الشعراء المساكين بإلقاء قصائده في تباهٍ أمامهم.. حيث أنها قد تنال إعجابهم واستحسانهم.. ورضا الملحنين الذين قد يبدي البعض منهم رغبته واستعداده لتلحينها..
- ولكن ومع مرور الوقت.. فإن أحد هؤلاء المساكين قد يكتشف أو يتفاجأ. بأن هناك من يسرقه في وضح النهار.. ويقوم بنسبة تلك القصيدة أو فكرتها إلى نفسه..!
- كيف يحدث مثل هذا..؟ أو كيف ومتى حدث هذا..؟
- إن أحداً من أولئك الذين يفتقدون إلى الابداع (وأقصد هنا الإبداع الشعري).. ما ان يسمع أحداً يلقي بإبداعه في لحظة ما.. إلا ويكتم الأنفاس ويصغي الآذان ويحاول التقاط ما يمكن التقاطه من كلمات ومعانٍ وحروف وأفكار أيضاً.
وبعد ذلك يبدأ هذا السارق في إضافة ما قد يستطيع إضافته من تنميق وتحسين وترتيب.. كمحاولة للتضليل وللتغيير فقط لا غير..
- إن أحدهم ما ان يسمع بإبداع الآخرين إلا وتعلوه ابتسامة صفراء خبيثة.. يقبع خلفها ضمير غائب مستتر.. سرعان ما ينكشف عن سرقة هذا الإبداع أو جزء منه..!
- إن احترام ابداع الآخرين.. هو في الواقع احترام لأذواقنا ولثقافتنا.. وهو أيضاً احترام لثقتنا بأنفسنا ولإحساسنا الصادق بأهمية المحافظة عليه وحمايته من عبث العابثين المتسلقين..!
- والذين أصبح لديهم فرصة للتطاول على إبداع الآخرين وسرقة أفكارهم حتى وكأننا أصبحنا نعيش (مافيا الأفكار والأشعار)..؟
إن هؤلاء المتسلقين يتربصون بأفكار وإبداعات الشعراء الآخرين.. محليين كانوا أو عالميين.. ويحولونها إلى قوالب شعرية شعبية مقفاة وموزونة .. وذلك ظناً منهم أن الآخرين لن يكتشفوا تلك السرقات والانتحالات (وكأنهم تناسوا أن العالم قد أصبح قرية صغيرة)..!
|