Thursday 22nd July,200411620العددالخميس 5 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

فيض الضمير فيض الضمير
قضايا الوعي والتنظيم والتحكم في السياحة الوطنية
د. محمد أبو بكر حميد

ضخ الاستثمارات والعاطفة والحماس الوطني عناصر لا تكفي وحدها لنجاح السياحة الداخلية في أي وطن وليس في المملكة وحدها ، على الرغم من كل الجهود الرسمية التي بذلت والأموال الوطنية التي أنفقت لا تزال مسألة السياحة الداخلية بحاجة إلى مزيد من (الوعي) و(التنظيم) و(التحكم) ، ولكل كلمة من هذه الكلمات الثلاث دور في النجاح بإذن الله.
نقصد بالوعي ليس للجمهور وحده ، فحملات التوعية المصورة التي انطلقت حتى الآن رائعة وناجعة ، لكن هذه الروعة وهذا النجاح لا يكتملان إلا بوعي الطرف الآخر وهو المستثمر ، الذي يجب عليه أن يكون معقولا في أسعار خدماته التي يقدمها للسائح الوطني.
في استطلاع رأي في أحد البرامج الإذاعية المباشرة عن السياحة الوطنية ، اشتكى الكثير منهم من المبالغة في ارتفاع أسعار الخدمات ، بدءا من السكن وانتهاء بالألعاب وغيرها من الاحتياجات اليومية ، وقال آخر : أتمنى أن أنفق إجازتي في ربوع وطني ، شريطة أن لا تكلفني السياحة الداخلية أكثر مما يكلفني السفر.
هناك شكاوى من المبالغة في إيجار الشقق التي لا يكون مستواها بمستوى أسعارها ، ونشرت بعض الصحف عن قضايا الغش التجاري وإيهام الزبون بالتخفيض أو الجودة ، ثم لا يكون ذلك كله إلا وسيلة تستغل المهرجانات السياحية للتخلص من مخزون بضائع في المستودعات ، لهذا فإن النجاح في هذا الجانب لا يتحقق باقتناع السائح المحلي ، لأن هذا الاقتناع قد يتحقق بسهولة ، لكنه يبطل إذا لم يكن المستثمر مقتنعا بالتضحية وواعيا بظروف المنافسة مع السياحة الخارجية ، ليكسب السائح المحلي ويحول بينه وبين السفر للخارج.
أما التنظيم فنقصد به حتمية وجود جهة تقوم بتنظيم المهرجانات المتعددة في مناطق المملكة المختلفة بحيث لا تتزامن كلها في وقت واحد ، وتتم من خلال هذا التنظيم عملية مراعاة الظروف المناخية لكل منطقة ، بحيث يكون مهرجان كل منطقة أو مدينة في أفضل أوقاتها المناخية قدر المستطاع ، ولا تجتمع كلها في كل المناطق وفي وقت واحد فيتشتت جمهورها بين المناطق.
والمقصود بالتحكم هو أن تكون هناك رقابة من الجهات المعنية بقضايا الغش التجاري وأسعار الشقق والفنادق ، وغيرها من الاحتياجات الأساسية التي يحتاجها السائح الوطني ، ويتم تحديد سقوف للفنادق والشقق لا يمكن تجاوزها مهما كثر عليها الطلب ، وعلى أصحابها أن يفهموا أن المحتاج إذا أقبل مرة على هذه الأسعار ، وتعامل مع الأمر الواقع ودفع فإنه لن يعود مرة أخرى ، و هذه خسارة كبيرة على المدى البعيد يتكبدها أصحاب تلك المرافق وتؤدي إلى ضعف حركة السياحة الداخلية.
لقد خطت السياحة الوطنية خطوات متقدمة ، وحققت نجاحات على كل المستويات خاصة بعد ظهور الهيئة العليا للسياحة ، ومع ذلك فإنها لا تزال وليدة وتحتاج إلى المزيد من الوعي والتنظيم والتحكم ، لنصل إلى الهدف المأمول وهو أن نجعل المواطن والمقيم معا يعدلان عن السفر ، لينفقا ما ادخراه لقضاء إجازة صيفية ممتعة في ربوع هذا الوطن المتعدد المصايف .. والله من وراء القصد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved