Wednesday 21st July,200411619العددالاربعاء 4 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

26-10 -1391هـ الموافق 14- 12-1971م العدد 371 26-10 -1391هـ الموافق 14- 12-1971م العدد 371
كلمة الجزيرة
الباكستان تواجه عدوان الهند.. وسلبية (السنتو)

الحرب التي تخوض غمارها دولة الباكستان الشقيقة بمقدراتها المحدودة دفاعاً عن النفس أمام الغزو المدبر ضدها، يحظى فيه عباد البقر بدعم روسي غير محدود.. ذلك ان الهدف الذي تسعى اليه حكومة الهند هو ما جاء على لسان رئيسة حكومتها -السيدة الارملة انديرا غاندي- وهو اقامة دولة بنجلاديش الانفصالية في شرق الباكستان؛ لأنها تمثل حركة سياسية لا دينية شيوعية، وذلك ما تطمئن اليه حكومتها كخط أمامي يحمي المجوسية من دولة الباكستان المسلمة ذات العقيدة الاصلية.
وإذا كانت روسيا تدعم الهند في هذا العدوان السافر البربري الغاشم؛ فذلك لأن ما تشنه الهند ليس إلا حربا عقائدية، مسيرة فيها - وليست مخيرة- كاتجاه تخطط له الشيوعية العالمية بعد ان استطاعت ان تقتنص رجلا عميلا كالشيخ مجيب الرحمن، الذي قاد حزبه الضال الى وجهة شيطانية غير محمودة العواقب!!
واذا كانت روسيا تناصر الهند في العدوان العقائدي بلا تحفظ، فما الذي يمنع الولايات المتحدة الامريكية من دعم الباكستان؛ لأنها اولا كدولة معتدى عليها، ثانيا لكونها حليفة للغرب وشريكة في الحلف المركزي الذي حجبت في الفترة الأخيرة عن قواته حتى قطع الغيار وطائرات الفانتوم؟!
ان الولايات المتحدة الأمريكية تشبه في موقفها الان من باكستان - المعتدى على سيادتها - الموقف الذي كانت تتصف به روسيا عندما يقع عدوان اسرائيلي على العرب، في الوقت الذي هي فيه حليفة لبعض من الدول العربية، فبماذا نفسر هذا الوضع الشاذ؟! وأمريكا تحارب في فيتنام وكمبوديا سنوات عديدة بحجة العمل على صد الغزو الشيوعي على تلك البلدان؟!
هذا مع ان الحلف المركزي (السنتو) لم يقم إلا في مواجهة العدوان على دول المنطقة بما في ذلك روسيا، التي تخطط دائما بصورة ظاهرة او مقنعة مثلما تعمله الآن، متوارية بإرسال المحاربين والطيارين والمعدات الحربية الثقيلة، وهي ظاهرة بموقفها المتصلب في مجلس الامن لمعارضة أي مسعى سياسي لاحلال السلام وانهاء حالة الحرب القائمة الآن.
ان المراقب لما يجري من سلبية هذا الحلف من عدم اسهام أركانه وبناته في الدفاع عن الباكستان، يحتار لتعذر الحصول على تفسير منطقي يكشف الغموض الذي يقترن بعدم ايجابية الحلف.
ان الذي لا أصدقه هو ان امريكا راغبة في اعطاء حلفائها البراهين الاكيدة من كونها غير وفية في اداء التزاماتها التعاقدية؛ لأن ذلك - لو صح - لفقدت بموجبه ثقة حلفائها وحرمت من صداقات جديدة.
ولهذا يسود اعتقاد ضعيف من كونها تعمل على درء حرب عالمية قد تنشب فيما لو خاض الحلف المركزي حربا دفاعية سافرة عن باكستان، غير انه ينفي هذا الاعتقاد حرص روسيا الشديد على عدم التورط في مواجهة مع أمريكا تسبب حربا عالمية مدمرة.
فهل روسيا مطمئنة الى حياد أمريكا والأحلاف التي تسيطر عليها، مما جعلها تقف بشراسة لدعم العدوان ماديا ومعنوياً؟
ان الباكستان، ومن ورائها دول المنطقة الأوفياء، لن تلين قناتها في التصلب للتصدي لرد عدوان غاشم مهما بلغت تضحياتها، فالمحارب الباكستاني تحدوه للاستماتة عقيدة سليمة ودين سماوي يفرض عليه الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه.

صالح السالم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved