Wednesday 21st July,200411619العددالاربعاء 4 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أَعْلِنْ التوبة قبل فوات الأوان أَعْلِنْ التوبة قبل فوات الأوان
علاء الدين بن أحمد الجلّود العبيدي / الرياض

كم دعوتُ الله أن يُلهم ولاة الأمر وقادة البلاد أن يصدروا عفوهم الكريم عن هؤلاء الشباب الطائشين الضائعين الظالمين لأنفسهم وأهليهم ومجتمعهم وأمتهم ووطنهم وكذلك لدينهم القويم الذي تنشره دعاة هذه البلاد.
كم فرحت نفسي وطربت عندما وقفت متأمِّلا ولي العهد - حفظه الله ورعاه- وهو يخاطب مثقَّفي هذه الأمة ويحمِّلهم مسؤولية الدعوة والتوعية والتصدي لهؤلاء الشباب بأن يدلُّوهم على الخير.. ليردوهم عن هواهم وانحرافهم كما رددت تلك المقالة العظيمة من ولي العهد المبارك الكريم الخلق المسلم الغيور وهي أغلى من اللآلئ والجواهر حين قال لهم (إذا حصلت على إرهابي فأتوني به لأتفاهم معه) بالله قولوا لي أيها القائلون جميعا: منْ يفعل ذلك مِنْ قادة العالم كله؟ إنه الأب الحاني الكريم، صاحب المآثر والمكارم.. ولي العهد بتوجيه كريم من ملك كريم.
هذا وقد كُلِّل هذا الكلام الطيب بعفو ملكي كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وبارك بعمره وأمده بعونه وقوته.
وابتهل الجميع إلى الله سبحانه ليحفظ لنا ولاة أمرنا ويبارك في أعمارهم ويجعلهم لنا ذخراً.
وانهالت الدعوات والنصائح لهؤلاء الشباب للعود الحميد إلى المسار الصحيح.. إلى الحق والفضيلة ثم ترك ما يشين سمعة الرجال والأهل والبلاد.
ونبذ ذلك الخلق السيىء المستورد الذي لم يكن من شيم أهلهم أعماماً وأخوالا وجدوداً.
وها هم أهلوهم يستنجدون ويستسصرخون أن عودوا إلينا واكسبوا العفو قبل الندم، فإذا انقضت مدته فلا ساعة مندم.
وقد كتبتُ كما كتب غيري حبَّاً لهذا الوطن، ووفاء وعهداً له وشفقة على هؤلاء الضائعين، وإنني لأعود وأكرر ناصحا مشفقا (فالدين النصيحة).
أيها الشباب أقبلوا على الأبواب المفتوحة بالعفو فادخلوها قبل انتهاء المدة فتغلق - فالفرصة واحدة فلا تضيعوها لقد تبقى في أيام العفو القليل فهيَّا إلى الخير والحب والهناء إنها تقرير مصير.. إما إلى عفو كريم من ملك وحكومة وشعب كريم، وإما إلى نار الجحيم.
سواء كان ذلك بالدنيا بالقتل.. أو السجن.. أو التشريد.. وفي الآخرة خسران مبين.. فقد ورد بالحديث الصحيح (من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رواه مسلم، وفي رواية لمسلم (ومن مات وهو مفارق للجماعة، فإنه يموت ميتة جاهلية).
تذكروا أيها الشباب، أيها الأبناء، أن الشيطان لكم عدو وكذلك النفس والهوى، فخالفوهم جميعا، فالنجاة.. النجاة باتباع الحق، وترك الباطل والضلال. اللهم هل بلغت.. اللهم فاشهد.
وهذه أبيات أصف بها ضياع نصف العفو حيث انقضت نصف المدة وأحث على انتهاز الوقت المتبقي علِّي أُثاب على نصيحتي، فيسمعها من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.


قدْ ضاعَ نصْفُ الوقْتِ دون لِقاءِ
وسَفحْتُ دمْعي وافْتقدتُ ضِيائي
ورَفَعتُ صوْتي بالدُّعاءِ مُكبِّراً
يارَبِّ أسْمِعْ منْ تُريدُ نِدائي
لا هُمَّ وافتحْ للرَّشادِ قُلوبَهُمْ
واردُدْ هُمُو مِن ظُلْمةِ الغَبْراءِ
واجمعْ على حُبِّ البلادِ شتَاتَهُمْ
أذْهبْ ضغينةَ حاقِدٍ ومُرَاءِ
أخْرجْ من العقْلِ الضّلالةَ والهْوى
فَالنَّفْسُ والشيطانُ هم أعْدائي
لا تفْجعنا يا إلهي فيهُمُو
إني سألْتُكَ فاسْتَجِبْ لدعائي
هذا وإني يا إلهي راغبٌ
في ردِّ أبْنائي إلى الخَضْراءِ
إني لأفْرحُ حين أسْمعُ أنَّهمْ
لبُّوا نِداءَ الحقِّ والوُجهاءِ
أنْزِلْ على هذي البلادِ تَفضُّلا
فَيْضَ الوِئامَ مزيجُهُ بصَفاءِ

***
هذا وليكن شعارنا جميعاً حب هذا الوطن، والوفاء له والعمل على رفعته يداً بيد.. مواطنين ومقيمين.
فَمَنْ أعْطاكَ خيْرَهُ وجَبَ عليْكَ حُبُّه وحِفْظُهُ.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved