Wednesday 21st July,200411619العددالاربعاء 4 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
اللحظة الأخيرة
عبد الرحمن بن سعد السماري

نحن أبطال اللحظة الأخيرة.. لا نذكر.. ولا نتحرّك.. ولا نعمل.. إلا في اللحظة الأخيرة..
** لا نجدّد الرخصة.. إلا قبل نهايتها بنصف يوم.
** ولا نجدّد الجواز.. إلا قبل السفر بساعات.
** ولا نجدّد أي ترخيص أو أي وثيقة رسمية.. إلا قبيل نهايتها بسويعات.. أو ربما.. يوم نهايتها.
** ولهذا.. فقد (سُنَّ) في الأنظمة.. عقوبات وغرامات؛ لأن مشرِّع الأنظمة.. كان يدرك أننا (كسالى) مستهترون.. نحتاج إلى عقوبات رادعة وزاجرة؛ حتى نلتزم بالأنظمة واللوائح، وحتى نعرف واجباتنا وماذا علينا.
** في آخر يوم من شعبان.. وبعد أن يتم إعلان اليوم الأول من رمضان.. تتدافع الناس وتشفط كل ما في المحلات التجارية من بضائع.. وتكون الفرصة سانحة للغاية.. لتمرير بضائع فاسدة ومنتهية الصلاحية؛ لأن الناس.. تشتري وتدفع ولا تسأل.
** تتدافع أيضاً.. في سوق الخضار وسوق اللحوم.. وباستطاعة هؤلاء.. تمرير الفاسد والخربان وكل شيء.
** تذهب إلى الجوازات قبل الإجازة بيوم.. أو.. أول يوم من الإجازة.. فتجد عدد المراجعين تضاعف عشر مرات أو أكثر.. وتجد الناس هناك تتدافع وتتزاحم.. وتتهم الجوازات بالتقصير وسوء التنظيم.. ولك أن تتخيل أنك تسير وفق نظام معين، ثم تفاجأ بأن عدد مراجعيك تضاعفوا أكثر من عشر مرات.. لتحتاج معها إلى عشرة أضعاف إمكانياتك وقدراتك البشرية والآلية.. ومع ذلك.. فالجوازات تمتص كل ذلك.. ولا تشتكي.. ولا تريد أن تشعر أحداً بأن هناك زحاماً شديداً.. أو حجم مراجعين فوق طاقتها.
** وهكذا في الأحوال المدنية.. إضافة الأولاد.. لا تتم إلا قبيل السفر بسويعات.. ومع ذلك.. الويل كل الويل لمن يؤخرهم ولو نصف ساعة.
** أما السفارات الأجنبية.. فهي (ترصّهم) شهرين من أجل التأشيرة.. ولا يقولون كلمة واحدة.
** وهكذا.. المقبلون على الزواج.. لا تحلو لهم (المقاضي) إلا مع بداية الإجازة.. مع أن موعد الزواج محدّد قبل سنة أو سنتين.. وبوسعهم إنجاز مستلزمات الزواج قبل سنة أو على الأقل.. ثلاثة أشهر.. ولكن.. كل شيء يؤجل ويؤخر إلى اللحظة الأخيرة.. حتى تتضاعف الأسعار في كل شيء.
** المحلات التجارية.. دوماً تحاول استغلال ربكة واستعجال المتسوّقين وتدافعهم وتزاحمهم.. وتفرض أسعاراً مختلفة.
** وهكذا بدايات الدراسة.. فالناس.. لا تعرف المكتبات إلا في اليوم الأول من الدراسة أو قبله بيوم.. وهكذا نحن دوماً.. موسميون لا نتحرك.. إلا في اللحظة الأخيرة.. ونترك الفرصة لمن يحاول استغلال تدافعنا للشراء الشره.
** هذه الأيام.. أيام الإجازات.. قصور الأفراح.. (مولعة).. ومحلات الذهب مثلها.. ومحلات الملابس لولا تكاثرها وتنافسها لكان الأمر أشد.. وهكذا المشاغل والكوافير وأصحاب الكوشة ومستلزمات العروس والعريس.
** الموسم الآن.. موسم أعراس.. وكأن الأعراس لا تصلح إلا في الصيف أو في الإجازة.. وكأنه يُحرَّم أو يمنع الزواج في الشتاء أو في أيام الدراسة.. ورحم الله الآباء والأجداد.. الذين كانوا يقولون في أمثالهم: (العرس يجوز بدون حنَّا).
** نعم.. العرس يجوز بدون كوشة.. وبدون كوافير.. وبدون قصور أفراح.. وبدون سفر.. ولكن؟؟!!
** نحن دوماً.. نفضل اللحظة الأخيرة.. ولا نتحرّك إلا قبل انقضائها بوقت قصير.. والويل.. لمن يعاندنا.. و(ما يترك عادته.. إلا.. الرْخَمَةْ؟!).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved