Wednesday 21st July,200411619العددالاربعاء 4 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نزلاء العنبر 18 بدون حبوب منومة: نزلاء العنبر 18 بدون حبوب منومة:
فك قيود إصلاحية « الحائر » بالعمل الجماعي

* الرياض - منصور البراك:
الحرية مطلب ملح تضيق الحياة بدونها والبقاء في مكان واحد ليلا ونهاراً أياما وأسابيع تمتد إلى اشهر وسنين مدعاة لليأس والقنوط فكيف ستكون حياة هذه صفاتها؟!
هذه بعض الخواطر التي كانت تراودنا في الطريق إلى إصلاحية الحائر تتخللها تساؤلات عن ماهية المشاعر والأحاسيس التي سيقابلنا النزلاء هناك.
بعد ان وصلنا إلى هناك وتجاوزنا مراحل الدخول بصحبة الملازم فيصل القاسم ووصلنا إلى العنبر رقم 18 تغيرت تلك النظرة وزالت الكثير من الخواطر بوجود المراكز الصيفية بالاصلاحية.. نشاط دائب وحركة مستمرة وفعاليات ومسابقات وأنشطة رياضية لا يوجد عبوس ولا تجهم بل استقبال وترحيب وضيافة ومناشط متعددة لن استطرد أكثر ولكني سأنقل لكم آراء المعنيين من الاصلاحية والمركز الصيفي والنزلاء عن دور المركز في إضفاء هذا الجو وذاك الحماس لتجسد صورة من صور التعاون بين الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض وإدارة السجون بمنطقة الرياض.
في البداية يقول مدير شعبة الاصلاحية المقدم سعد بن محمد العتيبي: اولا نشكرلكم اهتمامكم وحرصكم على إبراز الدور الذي تقوم به السجون في سبيل إصلاح نزلائها ممن قدر الله له قضاء عقوبة بداخلها. ولعل من المعلوم لديكم أن من ضمن الانشطة والبرامج التي تقوم بها السجون من أجل إصلاحهم إقامة المراكز الصيفية داخل السجون ومن ضمنها شعبة إصلاحية الحائر).
واضاف بأن اهمية وجود مراكز صيفية في السجون متعددة الجوانب لعل أهمها:
إن اقامة هذه المراكز يعمل على تشجيع بيئة العمل بين النزلاء من خلال ما يقدمونه من نشاطات تبرز مواهبهم وما يلاقونه من التشجيع في اداء هذه النشاطات وتلك الأعمال التي يجيدونها وتأكيد أهميتها لهم في بناء مستقبلهم الوظيفي عند خروجهم من السجن.
وزرع المسؤولية الفردية لدى النزيل من خلال إسناد بعض الأعمال له لإنجازها مما يؤدي الى شعوره بالمسؤولية تجاه نفسه وبالتالي تجاه اسرته عند خروجه من السجن.
وأيضا إشعار النزيل بأهداف الاصلاحية التي تبتغي له مغادرة حرة وزرع الاحترام المتبادل بينه وبين النزلاء الآخرين من جهة من خلال مشاركتهم النشاطات المختلفة. وكذلك بين النزلاء والعاملين في السجن من جهة أخرى.
ومن اهدافها إعطاء حرية أكبر للنزيل واشعاره بذلك من خلال مزاولة النشاطات المختلفة داخل المركز والبيئة التي تقام عليها تلك النشاطات وحول تفاعل النزلاء مع برامج المركز يقول المقدم سعد:
التفاعل من النزلاء مع برامج المركز يعتبر على مستوى كبير من الشعور بالمسؤولية وعلمهم باهمية هذه النشاطات وفائدتها لهم.
ومن الطبيعي ان يكون للمركز الصيفي دور في استثمار وقت النزلاء وشغل أوقاتهم بما يعود بالفائدة عليهم. ويمكن القول: إن ذلك يعتبر ايضا هدفاً من أهداف إقامة المراكز الصيفية.
وحول برامج المركز يقول مدير الشعبة:
البرامج التي يقدمها المركز الصيفي للنزلاء متنوعة ومتعددة فهي نشاطات ثقافية ورياضية وندوات ودورات علمية مكثفة (مثل دورات الحاسب الآلي) ومحاضرات وهي شاملة لجميع الرغبات والمتطلبات الخاصة بالنزلاء المشاركين. وحول عدد النزلاء المستفيدين من المركز اوضح انه عدد المستفيدين من النشاطات المركز الصيفي المقام بالاصلاحية بلغ ما يقارب ال( 150) نزيلاً علماً أن الالتحاق بنشاطات المركز يتم بناء لرغبة النزيل وأضاف العتيبي:
إدارة سجون منطقة الرياض ممثلة في مديرها سعادة العميد علي بن حسن القحطاني تطمح إلى اقامة المراكز الصيفية التابعة لها خارج اسوار السجون اي في البيئة الطبيعية للمواطن.. بغرض اضفاء مزيد من الحرية على النزلاء المشاركين في هذه المراكز تمهيداً لتمتعهم بالحرية الكاملة. كما تأمل الإدارة في مشاركة العديد من الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص في البرامج التي تقم للنزلاء في تلك المراكز. وأهم هذه الجهات الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
ولا يسعني في الختام إلا أن اتقدم بالشكر الجزيل للاخوة الاساتذة منسوبي وزارة التربية والتعليم الذين بذلوا قصارى جهدهم في سبيل نجاح برامج ونشاطات المركز الصيفي وكذلك الشكر موصول لمن تطوع لهذا العمل من الجهات الاخرى، وحول اهمية وجود المركز الصيفي بالاصلاحية يقول النقيب حمد عبدالله الاشهب رئيس قسم الارشاد والتوجيه:
من الاهمية بمكان وجود المركز الصيفي باصلاحية الحائر حيث انه يتضمن اشغال وقت فراغ النزلاء بما ينفعهم، ولاسيما تنوع النشاطات والعروض المقدمة من المركز وصقل مواهب النزلاء وتفعيلها.
واعطاء النزيل صورة واضحة لأهليته في التصور وانه قادر على الإدارة.
وتأهيل النزيل لإلقاء الخطب والكلمات الهادفة وحول تفاعل النزلاء مع المركز الصيفي يقول النقيب حمد: التفاعل بين النزلاء وبرامج المركز يعتبر ممتازاً لدرجة أن النزلاء المشاركين في المركز أصبحوا ينتظرون قدوم المشاركين في برامج المركز بعد صلاة العصر بكل لهفة وشوق.
وحول دور المركز الصيفي في التعاون مع الاصلاحية في استثمار وقت النزلاء وشغل اوقاتهم يضيف النقيب حمد: لاشك أن الانشطة المتنوعة والوسائل المختلفة والتي يقدمها المركز تعطي النزيل فرصة للتنقل بين تلك الرياض العطرة من حيث استغلال كامل الوقت. ولاسيما وان جميع الوسائل تم تأمينها بحمد الله مما يكفل شغل وقت فراغ النزيل بما يعود عليه بالمنفعة والفائدة البدنية والفكرية والنفسية.
وعن البرامج التي يقدمها المركز الصيفي للنزلاء يشير رئيس الارشاد والتوجيه أنها جيدة لاسيما وانها متنوعة فتارة برامج رياضية وتارة برامج ثقافية وتارة اخرى برامج دعوية وعروض مسرحية وقد تم توزيع النزلاء الى مجموعة أسر ما اضفى روح التنافس الشريف بينهم في شتى المجالات والانشطة.
وحول تجربة المركز الصيفي يقول مديره محمد بن صالح الصويليح:
إنها تجربة ناجحة جدا من خلال المركز العام الماضي 1424هـ، وجدنا تفاعلا من الاعضاء دعانا للحرص على اقامته في هذا العام، وجدنا الأعضاء اكثر تفاعلا وحماسا مع المركز، واقتراح بإقامة مراكز صيفية مماثلة في باقي السجون لما فيها من الفائدة التي لمسناها.
وعن البرامج التي تقام وتقدم في فعاليات المركز يقول الصويلحي:
يقدم في المركز الكثير من البرامج المفيدة والنافعة والهادفة مثل: حفلات السمر والمسابقات الاسرع اليومية وبرامج العروض الالكترونية في المسرح، ودورات علمية ودورات في برامج الحاسب الآلي وثقافية، كدورة كيف تكون ايجابيا داخل الاصلاحية ودورات علمية ودورات في برامج الحاسب الآلي وثقافية، كدورة كيف تكون ايجابيا داخل الاصلاحية؟ ودورة الخطابة والآداب والاخلاق والسيرة ودورة التغيير الايجابي وإقامة منافسات في جميع الأنشطة الرياضية، ومسابقات افضل سلة فواكه وافضل طبق طعام والاسرة المثالية وغيرها كثير، وحول التعاون من قبل المسؤولين مع المركز يضيف مدير المركز:
أكثر ما شجعنا لاقامة هذا المركز هو التعاون من قبل المسؤولين في العام الماضي وايضاً ولله الحمد والمنة وجدنا ذلك في هذا العام سواء من الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض أو إدارة سجون منطقة الرياض وايضا الإخوة العاملين في الإصلاحية من ضباط وافراد وعلى رأسهم مدير الإصلاحية في إنجاح برامج المركز الكاملة ولا أنسى ان اشكر إخواني جميع نزلاء الجناح المثالي (18) على الجهود المبذولة والتعاون الاخوي فيما بينهم في إنجاح هذا المركز، ويوصي محمد لانجاح المركز في السنوات القادمة بالاعداد المبكر لإقامة المركز، واستقطاب الكوادر للمشاركة في المركز سواء من الإدارة العامة للتربية والتعليم أو إدارة سجون منطقة الرياض ومن عدد العاملين في المركز من المشرفين والبرنامج اليومي يقول الصويلحي: عدد العاملين في المركز من المشرفين أحد عشر مشرفاً نسأل الله أن ينفع بهم وبجهودهم.
فيأتي المشرفون عبر اللجنة الإدارية للمركز الساعة الخامسة عصرا وقد اجتمع جميع افراد الأسر في مقراتهم وتبدأ فعاليات المركز والعمل بالجدول المعد لهم من قبل اللجنة الثقافية، إما ثقافي او فني أو اجتماعي أو رياضي ويتخلل البرناج بعض البرامج التي يعدها ويهيئها الاعضاء ولإخراج مهاراتهم ككلمات بعد الصلوات المفروضة والدورات المقامة في المركز وهكذا يتفاعل جميع افراد واعضاء المركز من نزلاء مع هذه البرامج لحين خروج المشرفين من الاصلاحية في تمام الساعة التاسعة والنصف.
اما المشرف الزائر للمركز خالدبن صالح العبدالسلام فيقول في رأيه عن المركز: لم اتوقع ان يصل مستوى المركز بالصورة التي رأيتها فلقد سرني ما رأيت من نجاح للمركز وتفاعل النزلاء مع ما يقدم من برامج وافكار، فمن خلال هذه الزيارة وتقارير الاخوة الزملاء المشرفين على المركز تبين حجم العمل المقدم لتلك الفئة فالبرنامج مليء بكل ما هو مفيد وجديد من دورات (مهارية واجتماعية ونفسية) ومن برامج ثقافية وابداعية وفنية تفوق في بعضها ما يقدم في المراكز الأخرى. بل شاهدت اعمالاً فنية جميلة استطاع النزلاء تنفيذها عن طريق ما قدم لهم من تسهيلات وتأمين خدمات من قبل المشرفين على المركز.
ويقترح العبدالسلام أن يكون المركز دائماً طوال العام وذلك لما لمسناه من نجاح واضح لمسيرة المركز خلال فترة الصيف. ومن المقترحات ايضا ايجاد صالات خاصة للمركز (رياضية، للقراءة، للدورات..) بالتنسيق مع إدارة الاصلاحية وذلك سعيا لتقديم برامج افضل تحقيقا للاهداف التي انشئ من أجلها الجناح المثالي والمركز الصيفي. كما اقترح أيضا تكثيف الدورات المهارية والاجتماعية (الحاسب، تنمية الذات..) للحصول على نتائج جيدة.
ويضيف العبدالسلام قائلاً: يمكننا تعميم مثل هذه التجربة الرائدة بتشكيل لجنة خاصة للمراكز الصيفية بين كل من وزارة التربية والتعليم والادارة العامة للسجون وذلك للاستفادة من الخبرات المقدمة في هذا المجال. كما يمكننا الاستفادة من التقارير التي يقدمها الاخوة المشرفون على هذا المركز وتعميم البرامج والافكار المتميزة على اصلاحيات المملكة وذلك للحصول على مواطن صالح يستفيد من مجتمعه ووطنه.
من جهة أخرى التقت (الجزيرة) خلال جولتها بعدد من النزلاء الذين عبروا عن سرورهم وسعادتهم بوجود المركز الصيفي؛ حيث يقول أحد النزلاء كنا نبحث عن الطبيب للحصول على حبوب منومة بسبب الأرق وقلة النوم والاكتئاب وكذلك كان أحدنا بعد الانتهاء من الصلاة يتحدث مع جاره عن قضيته الخاصة ما بعد افتتاح المركز الصيفي اصبح شغلنا وهمنا النشاط والفعاليات التي ستقام يوم غد وكيف يمكن الاعداد والتحضير لها ويقول نزيل آخر: لقد استفدنا من المركز الكثير وتعلمنا الاصول السليمة للتعامل مع الآخرين وأسس التغيير وزاولنا الأنشطة المختلفة ويشير أحد النزلاء إلى أن المركز أقام كذلك دورات اخرى تقدم لنا شهادات قد نستفيد منها في حياتنا المستقبلية مثل كيف تكون إيجابيا، والتغيير الذاتي والحاسب الآلي والخطابة.
- النزلاء موزعون على أمر الاستقامة والصدق والاخلاص والصبر.
- العنبر مركز صيفي مجهز بالمرافق الموجودة في المراكز خارج الاصلاحية مكتبة، مسرح، ملعب طائرة، ساحات للعرض، معمل حاسب آلي.
- يتم الإعداد لعمل معرض عن خطر الارهاب في الحفل الختامي.
- إبداع وتجديد في إعداد مرافق المركز باللوحات والاعلانات المميزة والمجسمات المبتكرة لمعالم مدينة الرياض وأخرى توعوية.
- الندوة العالمية للشباب الإسلامي الداعم الرئيسي لفعاليات المركز.
- غرف النزلاء جيدة التجهيز وفيها التلفزيون السعودي وقناة المجد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved