Wednesday 21st July,200411619العددالاربعاء 4 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

من أجل الطفل وحقه بالرعاية الكاملة من أجل الطفل وحقه بالرعاية الكاملة
فهد الحوشاني

سيطبق في بريطانيا قريباً قرارٌ بمنح الأب أو الأم إجازة عندما يزرقان بمولود قدرها ستة أشهر بأيامها ولياليها قابلة للزيادة ! وذلك بهدف رعاية المولود الرعاية الكاملة ، بعد أن لاحظ المسؤولون ان غياب الأم والأب عن البيت وتسليم الطفل للمربية له مضاره التربوية والصحية والنفسية ! هذا القرار لو طبق عندنا سيفرح كل الموظفين الذين يحبون الإجازات طويلة المدى ، التي يعود بعدها الموظف نشيطا متدفقا مليئا بالأفكار التطويرية وبحماس منقطع النظير ، ليعمل شهراً أو شهرين قبل ان تعاوده أعراض الملل الوظيفي مرة أخرى! وهو قرار سيريح أيضا الموظفين الذين يلهثون دائما خلف الإجازات المرضية التي يحصلون عليها بيسر وسهولة من بعض الأطباء! ولا ادري كيف توصل البريطانيون إلى فكرة إجازة ستة اشهر مقابل كل مولود! فعلا سبقونا هذه المرة! بعد ان كنا دائما السباقين هذا بالرغم من انني اعتقد ان من كان وراء إصدار القرار هم من اخوتنا العرب أو من الهنود والباكستانيين المقيمين في بريطانيا ، فهم اكثر من سيستفيد منه لانهم يتوالدون أكثر من البريطانيين! ولو تم تطبيق هذا القرار لدينا فلا يجب أن يشمل إلا الأم لاعتبارات كثيرة ، من أهمها أنه لو شمل الآباء لتزوج الكثير منهم بهدف الحصول على إجازات أكثر ، بالنظر إلى أن زوجة واحدة لن تمنحه إلا ستة اشهر كل ثلاث أو أربع سنوات! هكذا تعودنا أن نحول إيجابية القرارات إلى سلبيات والى مصالح شخصية! ورغم ان زواج الآباء الموظفين بأكثر من واحدة سيكون أحد الحلول العملية لمشكلة العنوسة ، لكن الزوجات سوف يصوتن بشدة وبكل الأساليب الممكنة ضد قرار معاملة الزوج بالمثل في موضوع الإجازة! لهذا فقصر الإجازة على الأم أفضل وأسلم مع أنها بحاجة لثمانية أشهر وليس ستة ، بحيث تكون شهرين قبل الولادة وستة بعدها أي بزيادة شهرين عن البريطانيات ، حتى لا يعتقدوا أننا نقلدهم استناداً إلى شائعة متداولة عند البعض ان من في الشرق يقلدون من في الغرب!
نظام الإجازة المتبع لدينا هو منح الأم شهرين كإجازة أمومة وهي مدة قد تكون مناسبة لجاهزية الأم الموظفة للالتحاق بوظيفتها ، ولكنها غير كافية بالنسبة للمولود الذي يحتاج لرعاية خاصة جداً بدل ان تتولاه خادمة جاهلة! ولا يخفى أن الخادمات يوكل إليهن كل مهام البيت ، إضافة إلى العمل كمربيات أطفال ، وفي هذا تحميل للخادمة فوق طاقتها وانتقاص لحقوق الطفل بحرمانه من رعاية أمه له في أهم مراحل النمو التي يحتاج فيها للرعاية والاهتمام!.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved