بدأ قبل أيام موسم الزواج الجماعي في العديد من المدن، لكنه بدأ مكثفاً في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة، ونتمنى أن تعم هذه العادة الحميدة كافة المدن وأن تقدم لها البلديات والشؤون الاجتماعية وجمعيات البر كل العون لتساعد على أداء هذا الهدف النبيل بأكمل وجه.. لأن أغلب الذين يلجئون إلى الانضمام لقطار الزواج الجماعي هم من الشباب الذين يريدون إكمال نصف دينهم بأقل التكاليف وأيسرها، إمَّا لقلة مواردهم المالية - وهو الأغلب - وإمَّا لأنهم لا يرغبون في الإسراف وإمَّا لأنهم - ثالثا - ليس لديهم من يقف بجانبهم من أهل وأقارب. لكل هذه الأسباب كان خيار الزواج الجماعي، خياراً محموداً ونبيلاً، وقد تصدى لمثل هذه المهرجانات الصيفية الجماعية العديد من الرجال الذين نذروا أنفسهم لفعل الخير، فوضعوا ميزانية بسيطة يتعين على كل عريس أن يؤمنها ليتم زواجه، وقد سمعت من صديق وهو من الداعمين والقائمين على مثل هذه الزيجات، أن ما يدفعه كل شاب يبدأ في الغالب بأربعة آلاف ريال، وأن هناك قلة من الموسرين يقفون بجانبهم، بعضهم يتكفل بأجور المطبخ وبعضهم يتكفل بالإضاءة وهناك العديد من الشباب المساهمين مجاناً في مثل هذه الزيجات؛ منهم من يقوم بتوجيه رقاع الدعوة ومن يشتري المواد التموينية وهناك من يشرف على الأكل والإضاءة وغيرهما.
وقد أيد العديد من أمراء المناطق هذه الفكرة حتى رأينا الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة يحضر حفل الزواج الجماعي الذي تم في المدينة قبل أيام، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو وجود وزارة الشؤون الاجتماعية في مثل هذه الاحتفالية التي شهدتها المدينة المنورة وحضرها إلى جانب سمو أمير المدينة مساعده وأمين المدينة المنورة؟
لقد قرأت في العدد الصادر بتاريخ 17- 5-1425هـ من الزميلة الرياض أن وزارة الشؤون الاجتماعية قدمت معونة مقدارها عشرة آلاف ريال لكل عريس وأن معالي وزير الشؤون الاجتماعية، رعى زواج (60) شاباً وفتاة في محايل عسير في العرس الذي أشرفت عليه جمعية البر الخيرية بمحافظة محايل عسير وأن هذه الجمعية تكفلت بمصاريف هذا المشروع أو الزواج، وهو ما يجعلنا نتساءل مرة أخرى: لماذا لا تساهم الجمعيات المتخصصة أو وزارة الشؤون الاجتماعية أو رجال الأعمال في تبني مثل هذه الزيجات والصرف عليها وتقديم معونة لمن يشارك فيها متزوجاً وليس عاملاً.. لأننا نعرف أن جل من يقدمون على الزواج الجماعي هم من الشباب الذين يريدون تكوين أسرة، لكن الغلاء ومحدودية الرواتب أو الدخل، يحولان بينهم وبين تحقيق أمانيهم في دخول عش يعينهم على تصاريف الحياة، فالزواج أحياناً يساعد في أن ينتصر الإنسان على نفسه وواقعه!!
إننا نأمل أن تتم دراسة هذه الظاهرة الحضارية، من وزارة الشؤون الاجتماعية، وأن تضم تحت مظلتها المساعدة المادية والمعنوية، لكل مقبل على حياة جديدة، وأن لا تكون معوناتها مقصورة على فئة أو مجموعة دون أخرى، مع أملنا أن لا يجد هواة التعدد طريقهم إلى قافلة الزواج الجماعي، حتى لا تكون النتائج فوق توقعنا وتصوراتنا.. انها قافلة لمن يبدؤون الحياة الزوجية.. فقط!!
فاكس : 014533173
|