حينما يدب إلى نفسك القلق وإلى جسدك الإعياء من تراكم أعباء الكد والكفاح الحياتي اليومي فإنك تحتاج إلى ساعة لقلبك ينشرح فيها فؤادك وتستريح فيها حواسك، ويلزم لهذه الساعة إما مجالسة من يسرك حديثه أو كتاب خفيف المحتوى لطيف المقاصد، فإن لم يتوافر فلا مناص من تلك الوسيلة التي تجلو النفس وتبدد السأم وهي سهلة المنال، ويعف عنها بعض الأنام ترفعا خادعا وادعاء باطلا، تلكم هي الرسوم التلفزيونية المتحركة للأطفال، فقد وجدت فيها إبداعا وفكراً لا يستهان به ولا بتأثيره على عقلية الطفل علاوة على ما يبعثه من روح المرح والدعاية لديه، على أني أؤكد أن ليس كل ما يعرض من أفلام الكارتون مناسب وملائم للمبادئ التي تربى عليها أطفالنا، فلابد من التوجيه حينئذ.
والحقائق تؤكد أنه مهما بلغنا من العمر والعلم فإن مشاركة الأطفال وبقية الأسرة هواياتهم وتسليتهم ورحلاتهم الاستجمامية داخل المدينة والقرية لهي من أمتع ساعات اليوم والحياة كلها، بشرط أن نقرر إلغاء الحواجز والقيود الوهمية الباهتة التي تحرمنا من هذه المتعة مع أطفالنا وزوجاتنا.
|