في مثل هذا اليوم من عام 1974 قام آلاف الجنود الأتراك بغزو شمال قبرص بعد فشل الدقائق الأخيرة من المحادثات التي تمت في عاصمة اليونان (أثينا) في الوصول إلى حل للمشاكل القائمة. وقد تصاعدت الأزمة في هذه الجزيرة المتوسطة بعد عزل الزعيم اليوناني ماكاريوس بخمسة أيام. وقد تكونت البحرية التركية من ثلاثة وثلاثين سفينة منها ناقلات جنود قامت بالرسو على الساحل الشمالي بقبرص.
ووصلت تقارير على بدء الصراع بين اليونانيين والأتراك الذي تم باستخدام سفن حربية بجانب بافوس وهو ميناء في جنوب غرب قبرص. وقد قامت القوات اليونانية بالدفاع عن الساحل الشمالي حول كارينيا. وكانت المقاومة اليونانية شديدة جداً. وأدى الصراع الدائر إلى تدمير المحلات والمكاتب في اليونان في منطقة العاصمة.
وكان هناك تكدساً مرورياً في المدينة فقام المقيمون بمحاولة الفرار إلى المنطقة الريفية الآمنة. كما انتقل أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة بريطاني وجنسيات أخرى إلى قواعد الجيش الآمنة كما حلق آخرون بطائراتهم الخاصة إلى أماكن آمنة يحتمون فيها من الصراع الحار الدائر. ويعتقد أن اليونانيون قد عانوا من الهجمات الجوية.
وبالرغم من أن تقارير العسكرية اليونانية ادعت تقدماً هاماً في مواجهة القوات التركية، إلا أن العديد من الطائرات التركية أرسلت تقارير تفيد بأنها أسقطت الطائرات اليونانية على شمال الجزيرة.
وقد أوضح الأتراك أنهم لن يستقروا في قبرص لأي سبب إلا لكي يقوموا بدعم القائد اليوناني نيكوس سامبسون وقد بدأت المفاوضات في الحال بشأن مستقبل هذه الجزيرة.
وبدأ وزراء الخارجية اليونانيين والأتراك والبريطانيين في المحادثات في يوم الخامس والعشرين من يوليو في جنيف وتوصل الأتراك واليونانيون في يوم الثلاثين من يوليو إلى اتفاق ينص على تقسيم الجزيرة. لكن نشبت نزاعات أخرى لآن كل طرف يريد تقوية وضعه.
وتمت إقامة مؤتمر آخر في أغسطس لمناقشة الاتفاقية عندما قررت تركيا أن تسيطر على حوالي 40% من الجزيرة. وقد فشلت المحادثات لتهدئة الأزمة دبلوماسياً.
وفي فبراير 1975 أعلن الأتراك تأسيس الدولة التركية المتحدة مع قبرص وأن يصبح الزعيم التركي روف دنكاتش هو رئيس هذه الدولة. وبعد ثمانية أعوام أخرى تم إعلانها دولة مستقلة.
|