لقد أسهمت السياحة في بلادنا بنصيب قليل في التنمية، غير أننا حين نستمع إلى سمو أمين عام الهيئة العليا للسياحة ندرك أن المشوار طويل، وأن ما يمكن تحقيقه من ثمار السياحة يساهم بدرجة أكبر في خدمة أهداف التنمية بالمملكة؛ لذا فالحاجة ماسة لتضافر الجهود وتكثيف العمل وتوفير القناعة التامة لدى الجميع بأن السياحة يجب أن نتعامل معها على أنها صناعة كما تتعامل معها دول العالم المتقدمة؛ فبلادنا صاحبة أعمق جذور حضارية وتاريخية وكنوز استثمارية.
وتنشيط السياحة يحتاج إلى شيء من التخطيط العملي المدروس، وكذلك تبادل البنية الفوقية والبنية التحتية، سواء بسواء؛ فلم تعد السياحة في عصرنا الحديث وقفاً على الأثرياء، بل هي همٌّ يحمله الجميع، من هنا كانت الدعوة مُلحة بضرورة إحياء ونشر السياحة الداخلية.
أدركت ذلك حينما تشرفت بحضور لقاء توقيع مذكرة التفاهم بين إمارة منطقة تبوك والهيئة العليا للسياحة. تهدف المذكرة إلى التنسيق بين الجهتين بما يحقق الأهداف المشتركة ويدعم السياحة في منطقة تبوك؛ لأهمية الدور الذي تلعبه المنطقة في دعم وتنشيط السياحة الداخلية خلال المرحلة القادمة.
ولعل الانتهاء من دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء شركة سياحية استثمارية في منطقة تبوك والنتائج الإيجابية التي خلصت إليها الدراسة يمثل نقلة تدريجية كبيرة في تاريخ المنطقة وتطلعاتها نحو الوصول إلى موقع متميز على خريطة السياحة في المملكة، كما أن تكامل البنية التحتية، وما تم تنفيذه في المنطقة من مشاريع سياحية تنموية ضخمة سوف يساهم بشكل كبير في نجاح المشروع الوطني لدعم وتنشيط السياحة في المنطقة.
تحية صادقة لصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك الذي يشعرنا دائماً بأننا في موقع المسؤولية مع سموه عن السياحة في منطقة تبوك وأهمية تنشيطها وإنجاح برامجها، وحرص سموه الكريم على أن تكون السياحة محمية بسياج من الخلق القويم المستمد من تعاليم ديننا وتقاليدنا الأصيلة؛ مما يجعل للسياحة في بلادنا طعمها الخاص المتميز الذي يمكننا أن نتفاخر به في صناعة السياحة وتسويقها.وتحية أخرى لفارس السياحة الأمير سلطان بن سلمان الذي يمضي قدماً لتطوير السياحة في بلادنا والارتقاء بها نحو التميز والانطلاق.
|